ماذا في الكواليس الدبلوماسية حول الملف اللبناني؟
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
تشير مصادر ديبلوماسية عربية، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى أن “دور لبنان في التسوية لم يحن بعد”، على الرغم من ان ملفه مطروح للمعالجة على لائحة المفاوضات بعد اتفاق بيكين بين ايران والسعودية لكنه ليس ضمن الاولويات، وترى ان ملف اليمن يتقدم على ما سواه من ملفات ثم يأتي بعده الملف السوري.
وردا على سؤال، تشرح تلك المصادر، ان معالجة الازمة في اليمن يساهم في ارخاء اجواء ايجابية في السعودية، كما ان معالجة الملف السوري يريح المنطقة ككل، كاشفة ان ايران لم تعدد متشددة في العواصم حيث لها سيطرة، اذ اكثر ما يهمها راهنا هو الحفاظ على النظام في داخلها، اضف الى ذلك ان تمويل الاذرع الشيعية المسلحة ارهقت الخزينة الايرانية وتكبدها ملايين الدولارات، وبالتالي التعاطي مع حزب الله في لبنان سيكون من هذا المنظار، ومن المرجح ايضا ان يعمد الاخير الى اعادة ترتيب اولوياته في الداخل اللبناني بدءا من ملف الاستحقاق الرئاسي.
وفي اطار متصل، توضح المصادر ان المباحثات الحاصلة بين الرياض وطهران على اكثر من مستوى لم تدخل في تفاصيل الملف اللبناني، ولكن في المقابل هناك كلام جدي يتم تداوله في الاروقة الديبلوماسية الفاعلة ان ايران اولت الى السعودية الاهتمام بهذا الملف. وتعتبر ان الاتصال الهاتفي بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحد الفائت يأتي في هذا السياق، حيث جدد الرجلان عزمهما على “العمل معاً” لمساعدة لبنان لإخراجه من الأزمة العميقة التي تمرّ به، كما عبّرا عن “قلق مشترك حيال الوضع فيه”.
وتخلص المصادر الى القول خرج الملف اللبناني من المعالجات الداخلية والاطر المحلية، واصبح ضمن المباحثات الاقليمية، مشيرا الى ان اي حراك داخلي سيبقى محدودا، ولكن حل ملف لبنان قبل ملفي اليمن وسوريا لن يأتي بالنتائج المرجوة.