لبنان

قلق في “عين الحلوة”: إتفاق على تسليم مطلق النار ولكن…

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

لم تنتظم الحياة في مخيّم عين الحلوة بعد، الأمن فيه يتأرجح على الحبال بين التوتير والهدوء، والسباق محموم بالاتصالات السياسية واللقاءات عقب الاشتباك الذي وقع مساء الاربعاء الأول من آذار بين أبناء منطقتي “الصفصاف” حيث الثقل الاسلامي و”البركسات”، حيث نفوذ حركة “فتح” وأدّى الى مقتل عنصرها محمود زبيدات وجرح 11 آخرين غالبيتهم من المدنيين.

حالة القلق والترقّب الحذر ما زالت تسود المخيم، وتحديداً في الشارع الفوقاني حيث وقع الاشتباك، فقد خلا من المارة وأقفلت المحال التجارية فيه، بينما ما زالت أبواب مدارس ومؤسسات “الاونروا” كافة موصدة بانتظار عودة الحياة إلى طبيعتها، بعدما اتفقت القوى السياسية الوطنية والاسلامية على تسليم مطلق النار المعروف بالاسم (خالد.ع) وينتمي الى “عصبة الانصار الاسلامية”، ولكن التنفيذ على الأرض تعثر، بعد الإختلاف على الآلية.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن” أنّ التعثّر مردّه إلى تقاذف المسؤولية في التسليم، فـ”العصبة” رفعت الغطاء السياسي عنه، ولكنّها طلبت من ذويه تسليمه على اعتبار أنّ إطلاق النار لم يكن قراراً تنظيمياً، وقد شجبه الناطق الرسمي باسمها الشيخ أبو شريف عقل معتبراً أنّ زبيدات “قُتل مظلوماً بلا ذنب ونحن لم نرض ولا نرضى ونبرأ الى الله من هذا الصنيع، كما نبرأ من ردّة الفعل”، بالمقابل اعتبر ذووه أنه لم يكن مع عائلته عندما اطلق النار وإنّما مع “العصبة”.

وأوضح قائد “القوة المشتركة” الفلسطينية في المخيم العقيد عبد الهادي الاسدي لـ”نداء الوطن” أنّه من اللحظة الاولى لمقتل زبيدات، اتفقت هيئة العمل المشترك – القيادة السياسية الموحّدة على تسليم مطلق النار إلى الأجهزة اللبنانية كي ينال قصاصه العادل، وما زالت على ذات الموقف حتى اليوم، والعمل يجري على ذلك عاجلاً أم آجلاً، التزاماً بهذا القرار الموحّد لكي لا نصل إلى تشريع القتل والقتل المضادّ وتسود شريعة الغاب والعودة سنوات الى الوراء”، في إشارة إلى عمليات الاغتيال والاشتباكات التي وقعت سابقاً ولم يكن يتمّ تسليم أي متّهم او محاسبة الفاعلين، ما كرّس معادلة الأمن بالتراضي.

اليوم يستبعد الأسدي العودة إلى المربّعات الأمنية رغم الحذر الذي يسود أرجاء المخيم وأحياناً التوتر على وقع الشائعات الفتنوية، كما استخدام القوة للقيام بعملية التسليم، ويؤكّد “نحن حريصون على الأمن والاستقرار وعدم المساس بالمدنيين وممتلكاتهم في هذه الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة”، منوّهاً “بسعة صدر عائلة زبيدات وأقاربها وأصدقائها وصبرها وحرصها على عدم التوتير”.

عائلة زبيدات أكّدت في بيان حرصها على الأمن ولكن المطلوب أمر واحد تسليم مطلق النار، موضحة في الوقت نفسه “أنه ليس لنا اي عداء مع أهالي الصفصاف”، الذين ردّوا في بيان استنكروا فيه عملية القتل التي تعرّض لها الشاب زبيدات، ورفضوا ردّات الفعل غير المسؤولة على حي الصفصاف الذي لا ناقة له ولا جمل، مؤكّدين أنّ المتهم بالقتل غير موجود نهائياً في منطقة الصفصاف ولن نسمح له بالعودةِ إليها.

Related Articles