لبنان

١٤ شباط ٢٠٠٥ تاريخ أوقف زمن لبنان

كتبت آية حمدان لـ”لبنان نيوز”

يحتفل العالم بأسره في عيد الحب يوم ١٤ شباط…ولكن منذ ١٨ سنة لم يعرف اللبناني الحقيقي معنى الحب …
في 14 شباط 2005، شهد لبنان زلزالًا هز العالم بأسره .. 18 سنة  مضت على إغتيال الرئيس رفيق الحريري،  عامود من اعمدة  لبنان، وكأنها بالامس …
14 شباط ٢٠٠٥ تاريخ وقف زمن لبنان عنده.
١٠٠٠ طن من ال تي ان تي كانوا كفيليين بقتل بلدٍ وشعبٍ بأكملهم.
اغتيال الشهيد رفيق الحريري أحدث خضة في الشارع اللبناني توحّد الكبير والصغير، الغني والفقير، المسلم والمسيحي في الطريق هاتفين “بالروح بالدم نفديك يا رفيق”. فالشهيد رفيق الحريري لم يكن رجل سياسي عادي في العالم فهو بنى لبنان اضافة إلى العديد من الاعمال الخيرة التي قام بها وكان رأسها تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عامًا، إضافة إلى تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.
قال الشهيد: هنيئا لبيروت بالجيل الجديد مزوّدا بالعلم.”
اسمح لي يا شهيد … هنيئا للبنان وللشعب اللبناني بك. هنيئا لنا برجل خرّج أجيال دون مقابل برجل كان همه الوحيد رؤية بلده يكبر، برجل قدم الغالي والنفيس فقط من أجل اعمار بلده ومساعدة الناس.
لم تنتظر أي مقابل يا دولة الرئيس لكنك زرعت حب الوطن في قلوبنا علّمتنا معنى العيش المشترك الذي لطالما تحدثت عنه. وكسبت محبة وقلوب الجميع.

قيل: “هو عمّر علّم علّا جمع هالأجيال وقال لنا الدني يمكن فينا تهز لكن ما بتنهار ….”
ولكن يا شهيد لبنان ليس كما كان…نعم مازلنا نعيش مما بنيت ولكن أيادي كثيرة دمّرت ما فعلت. لكنها لم تستطع أن تدمر قلوبًا أحبتك وعلمتها معنى حب البلد والحلم والأمل. نعم … مازلنا ننظر إلى لبناننا الذي أبكاه غيابك يا دولة الرئيس. بيروت هي الأم الحاضنة ألم تقل كذلك؟ لكن بيروت أصبح الأم المكسورة الذي هدّمها ودمّرها غياب ابنها الكبير …
ماذا لو كان الشهيد رفيق الحريري ما زال معنا ….
سؤال تردد أمامي مرارًا وتكرارًا ….
والجواب واحد … لو رفيق الحريري معنا ما كنا وصلنا الى ما هو عليهاليوم …. لما انهارت عملتنا … لما حُرمنا من أبسط حقوقنا. لما امتدت أياد رفضنا وجودها … لما كُسر ظهر شعبك يا رفيق …
كنت محقًا يا شهيد عندما قلت:” ما حدا أكبر من بلده”
لهذا نرى لبنان مدمرًا. ولكن اسمح لي يا دولة الرئيس كنت أكبر من بلدك … خافوك …. فقتلوك.
ما اغتِلت وحدك يا دولة الرئيس … أحلامنا وأمالنا اغتيلت معك ….
رحم الله رجلًا بنى بلدًا، أحب شعبه وعلّم أشخاصا وصلوا إلى ما تمنوه منذ صغرهم …
رحم الله وجها ما فرقته البسمة … رحم الله رجلًا أحبه الكبير والصغير وبالأخص أحبه جيل لم يعرف عنه شيء ….

Related Articles