لبنان

الحزب للراعي.. الأمر لك رئاسيّاً؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

بما لا شك فيه أنّ الرهان على دور بكركي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أساسي وكبير في محطّة رئاسة الجمهوريّة، وطالما انّ مواقف الراعي لا تساوم على الرئاسة ولا بأيّ شكل من الاشكال، لذا ستظل مواقفه تلك عالية النبرة حول الخيارات الكُبرى في إستعادة هيبة الدولة، كما الثوابت برؤيته للبنان الخالي من الميليشيات المسلحة والملتزم بدستور الطائف والحياد وما إلى ذلك.

رغم صعوبة تطبيق ذلك، كان لافتاً في توقيته ومضمونه، صعود الحزب الى بكركي لمُعايدة البطريرك الراعي، واللافت أكثر موقف السيد ابراهيم امين السيد بعد اللقاء، اذ أكّد أن “لا صفحة قديمة وأخرى جديدة مع البطريرك وهي دائما مفتوحة معه، وإن الامور تستدعي المزيد من الحرص لانتخاب رئيس في أقرب فرصة ممكنة ووضع البلد يجعل استحقاق الرئاسة أولوية”، وعن علاقة الحزب مع قائد الجيش جوزاف عون، قال: نحن في احسن العلاقات التي تأسست على الخير وهي مُستمرة، وفيما خص النائب جبران باسيل، اعرب السيّد،”نحن نعرف كيف نتفق معه وكيف ومتى نختلف معه”.

ازاء ذلك، انّ الحزب لم يعد يكترث بجمع باسيل مع الوزير السابق فرنجية مجدداً تحت عباءة امين عام السيّد حسن نصرالله ، الذي عبّر عنها بشكل صريح رئيس “الوطني الحر” أنّهُ لا يتفق مع الحزب في تأييد فرنجيّة إلى الرئاسة ولديه أسماء أخرى.

وتبدو الأجواء أكثر من سلبية في هذا الخصوص، وليس من هناك اي تقدّم في هذه النقطة، لا سيما أنّ مواجهة الإستحقاقات الداهمة ومن ضمنها رئاسة الجمهورية تتطلّب تضافر جميع جهود قوى الثامن من أذار، وبما انّ هناك انعداما مُطلقا في فهم خطورة المرحلة، فالتشرذم بدأ يُخسرهم نقاط قوّة كثيرة.

ومن المؤكد انّ خطوة الحزب الى بكركي صباحاً لن تكون الاخيرة لا سيما بعد الحديث في الآونة الاخيرة عن حركة موفدين بين الصرح البطريركي وحارة حريك.
وبحسب معلومات وكالة “اخبار اليوم”، فان مثل هذه اللقاءات تصّب بالاتجاه الصحيح لاستنباط اراء الراعي والاتفاق معهُ على رئيس للجمهوريّة، بحيث طالب الاخير الوفد مع الرئيس نبيه برّي ببذل الجهود القصوى لا بل اكثر، مع البرلمان ايضاً القيام بدوره في انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن.

من هنا تأتي مقاربة الجانبين، لكل الملفات السياسية ولا سيما الملف الرئاسي الذي لن يكون امتداداً لعهد الرئيس السابق ميشال عون، بل رئيس يعيد إلى لبنان هويته العربية، ويطبّق اتفاق الطائف، ويقوم بعملية انقاذ للوضعين الاقتصادي والمالي، وهذا ما يريده الراعي.

كما انّ الحزب، يُدرك وفق اوساط عليمة، انّ بكركي ممر الزامي الى بعبدا ميثاقياً ومسيحياً ووطنياً، وبالتالي تقطع الطريق على ايّ فريق مسيحي يفرض رئيساً على قياسه، كما انّ الكرة الآن اليوم في ملعب البطريركية، من شأنها انّ تلعب دوراً حاسماً، وسوف يرضى الحزب بتسوية عاجلاً ام اجلاً، كما تريدها البطريركية، قوامها، انتخاب رئيس للجمهوريّة توافقي من دون خداع، فليس هناك من فيتو على إسم، ربما قد يكون إسمه العماد جوزاف عون المرضى عنه خليجيّاً وأميركيّاً وفرنسيّاً، كما انّهُ لا يستفز الحزب وايران.

Related Articles