هل يكون أزعور الخيار التوافقي؟
جاء في “الجريدة” الكويتية:
يترقب لبنان مبادرة سياسية جديدة بعد عطلة الأعياد لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل تهدف، بشكل واضح، إلى تجاوز ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون للرئاسة.
ويعمل باسيل، وفق ما ذكرت مصادر متابعة لـ”الجريدة” الكويتية، على اقتراح اسم من خارج الصندوق المتداول لتبني ترشيحه، ويشدد في المواصفات على أنه لا بد من اختيار شخصية سياسية اقتصادية، لديها الخبرة والعلاقات اللازمة لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته.
وسيسعى باسيل إلى عقد لقاء جديد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وشخصيات وكتل نيابية أخرى. وإلى جانب لقائه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، التقى باسيل قبل أسبوع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
ووفق المصادر، فإن الرجل يسعى إلى تحسين علاقاته مع السنّة والجميع على الساحة، لأنه يقدم مبادرة تقوم على ضرورة التوافق بين مختلف الأفرقاء وتفادي محاولة حصاره بناء على الاختلاف بينه وبين “الحزب” في مقاربة الانتخابات الرئاسية، ولذلك سيسعى بعد كل هذه الحركة لإعادة تجديد التواصل وفق قواعد جديدة، تتعلق بضرورة ترشيح شخصية جديدة للرئاسة، ورفضه لتبني خيار سليمان فرنجية.
وأبلغ باسيل موقفه هذا للبطريرك الماروني بشارة الراعي، كما أبلغه من قبل لـ”الحزب” والكثير من القوى السياسية، والمسؤولين الفرنسيين في آخر زيارة أجراها لباريس، وسط مساعيه إلى طرح شخصية توافقية تحظى بموافقة الجميع، من بينها رئيس دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد جهاد أزعور، لما يتمتع به من مواصفات توافقية وعلاقاته الجيدة مع الجميع، وتجربته السياسية والمالية الناجحة في لبنان وخارجه وهو يحظى بثقة المجتمع الدولي.
ويعتبر باسيل أن شخصية مثل جهاد أزعور تحظى بموافقة بري وجنبلاط وشخصيات سنية وجهات خارجية، يمكن لها أن تفتح كوة في جدار الأزمة، وتخطّ لمسار سياسي جديد يمكن من خلاله الالتفاف على الفراغ، والبحث في وضع خطة مالية واقتصادية متكاملة، ولكن في المقابل، سيكون لديه بالتأكيد مطالب سياسية وحكومية، تتعلق بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وقائد جديد للجيش، وهو يعتبر أن هذه المسائل لن تكون عرضة للاشتباك بينه وبين «الرئيس الجديد» في حال كان توافقياً ولا طموحات سياسية لديه لتشكيل حالة شعبية قادرة على القضم من صحن التيار الوطني الحرّ.