ديبلوماسي أوروبي: ميقاتي خانه إدراكه أم خانه فريقه؟
قال ديبلوماسي أوروبي رفيع إنه تفاجأ تماما بطريقة إدارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجمل الأزمة التي نتجت من دعوته إلى اجتماع حكومي، لافتا الى أنه لاحظ في مقاربة ميقاتي للكثير من المسائل في الآونة الأخيرة “تغيّرا ناتجا إما من عدم إحاطة كاملة بالمعطيات المرتبطة بها وهو أمر عادة لا يتوافق مع شخصيته المتّسمة بالدقة والحنكة، وإما أن ثمة تقصيرا في ماكينته السياسية والإعلامية التي يقودها النائب السابق نقولا نحاس، وضعتهُ في صورة مغايرة للحقيقة أو مغالطة لها”. أضاف: “التقصير في هذا المعرض يضحي خيانة حتى لو أتى غير مقصود”.
وتابع الديبلوماسي الأوروبي: جميعنا كان على علم بأن ميقاتي إتكّأ في دعوتها حصرا على دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعلى تشاور سريع مع حزب الله، لكنه أهمل الجانب الأهم وهو موقف القوى المسيحية السياسية والروحية. كما أهمل موقف وزراء حكومته، وخصوصا المسيحيين منهم، معتقدا أنه بات يمون على معظمهم. لذلك كان تقدير ماكينته السياسية والإعلامية أن 4 وزراء سيقاطعون الجلسة حدّا أقصى.
وكشف الديبلوماسي الأوروبي الرفيع أن معلوماته تؤكد ان الوزراء المعترضين بقوا على تشاور جماعي ومستمر منذ يوم السبت وحتى صدور بيان المقاطعة بعد ظهر الأحد، وأن النصّ الذي شارك في صوغه ووضع الملاحظات عليه الوزراء التسعة، صدر بإجماعهم. وتاليا من المستغرب ألا تكون ماكينة ميقاتي قد التقطت كل هذه الإشارات والمؤشرات. ومن المستغرب أكثر أنها لا تزال على إصرارها بأن ثمة وزراء لم يعلموا ببيان المقاطعة إلا بعد صدوره.
واستغرب الديبلوماسي، في السياق عينه، قراءة ميقاتي غير الدقيقة لموقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن بوضوح رفضه لإنعقاد جلسة حكومية تزيد الشرخ الوطني، لافتا إلى أن مضمون الاتصال الذي أجراه ميقاتي بالراعي السبت مستبقا مضمون عظة الأحد كان يجب أن يشكّل له مؤشرا واضحا الى رفض البطريرك عقد جلسة حكومية. لكن هذا ما لم يحصل، فمضى رئيس الحكومة بالدعوة، ومضى البطريرك في تظهير اعتراضه الأحد. فعاود ميقاتي الإتصال به إثر العظة منتقدا ومستغربا، لكن كان ما كان.