الـ”كوليرا” تضرب مجدّداً
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
يتراجع تأثير وباء الـ»كوليرا» في محافظة عكّار ويتراجع عدد إصاباته، بعد أيام عدّة على انطلاق حملة تلقيح بقيادة الصليب الأحمر وعدد من الجمعيات الأخرى، استهدفت 27 قرية وبلدة انتشر فيها المرض. في وقت، زاد عدد الملقّحين في عكّار عن 100 ألف، انشغلت الأوساط الطرابلسية بخبر نقل أكثر من 20 حالة مصابة بعوارض اسهال وتقيّؤ شديدَين الى المستشفى. وفي التفاصيل، فإنّ سيارات الإسعاف نقلت مساء أمس الأول أكثر من 20 مسنّاً من مركز الخدمات الإجتماعية – دار العجزة في منطقة أبي سمراء في طرابلس، إلى مستشفى طرابلس الحكومي نتيجة إصابتهم بإسهال حاد وتقيؤ.
بدورها، أعلنت إدارة المستشفى أنها استقبلت عدداً من المصابين بإسهال وتقيؤ من أحد مراكز المسنّين في أبي سمراء، وتعاطت معهم فوراً على أنهم مصابون بالـ»كوليرا»، فعزلتهم، واتصلت بمصلحة الصحة في طرابلس وبالإدارات المعنية بغية التنسيق والمتابعة والوقوف على سبب الإصابات، وتمّ على الفور إجراء كشف عام على المصابين إضافة الى إجراء فحوصات مخبرية لتحديد سبب التقيؤ والإسهال لدى المصابين.
وأوضح مدير مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة أنه «وبعد وصول الحالات إلى المستشفى الحكومي وضعنا المسنّين المرضى في غرف معزولة، وأثبتت الفحوص المخبرية اصابتهم بالـ»كوليرا»، كما أنّ 5 حالات من بين الـ 22 قد جرى وضعها في غرف العناية الفائقة لمزيد من المراقبة لأنّ العوارض لديهم أشدّ من الباقين».
ولم يتّضح بعد سبب هذه الإصابات الرئيسي؛ غير أنّ ما حصل عاد ليَطرح بشدّة ضرورة القيام بحملات التلقيح ضد الـ»كوليرا» في طرابلس ومناطقها، أسوة بعكار والبقاع، وهو ما كان قد أشار إليه وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض خلال زيارته إلى المدينة قبل أيام.
أمام هذا المشهد المتنقّل جغرافياً، يبدو وكأنّ الـ»كوليرا» تضرب لبنان، منطقة تلو الأخرى، وهذه المرة جاء دور منطقة الضنية، مع بدء ظهور بعض الحالات، والأسباب كما تشير المعطيات هي المياه الملوّثة التي يستخدمها الأهالي للشرب وللإستعمال المنزلي.
وأكّد مصدر طبّي شمالي لـ»نداء الوطن» أنَّ «الـ»كوليرا» لم تنته بعد لا في عكّار ولا في غيرها من المناطق، وإن حصل بعض الإنحسار في الإصابات نتيجة التلقيح المستمرّ والتعقيم والعلاجات وغيرها من إجراءات الوقاية». وأضاف: «ينبغي على الأهالي جميعاً لا سيما في عكّار عدم الإستلشاء».