لبنان

لماذا يرفض باسيل انتخاب جوزيف عون؟

كتب داني حداد في موقع mtv:

أبلغ النائب جبران باسيل الأمين العام لحزب الله، في لقائهما الأخير، أنّ الإسمين المرفوضَين من قبله لرئاسة الجمهوريّة هما رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو مستعدّ للبحث والنقاش حول الأسماء الأخرى. فلماذا يرفض باسيل قائد الجيش الذي يُفترض أنّه غير بعيد سياسيّاً عن التيّار الوطني الحر، في وقتٍ حرص حزب الله، عبر مقرّبين منه، على التأكيد أنّه لا يضع “فيتو” على اسم عون؟

لم تكن العلاقة ممتازة يوماً بين النائب جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزيف عون. أراد باسيل تسمية ضابط آخر لقيادة الجيش، إلا أنّ الرئيس العماد ميشال عون وقع اختياره على ابن عائلته، وابن بلدة العيشيّة الجنوبيّة التي يملك فيها عدداً كبيراً من المناصرين.
تعامل باسيل، بدايةً، مع الأمر الواقع. والتقى عون مراراً في أكثر من مناسبة، إلا أنّ العلاقة ما لبثت أن شهدت فتوراً بلغ حدّ القطيعة.
رفض قائد الجيش تناول باسيل بشكلٍ مباشر، إلا أنّه كان يجيب، حين يُسأل عن علاقته برئيس “التيّار”، بأنّ العلاقة مع أيّ سياسي يتحكّم بها مدى تدخّله في شؤون الجيش، فكلّما ابتعد عن التدخل كان صديقاً، وكلّما اقترب بات خصماً.
في ما سبق إشارة واضحة الى أنّ باسيل كان يتدخّل في شؤون الجيش، وهو اصطدم مراراً بالعماد عون، حتى في اجتماعاتٍ كانت تعقد في قصر بعبدا. وتدخّل لاحقاً وسطاء، من بينهم نائب في التيّار الوطني الحر، وعُقد اجتماعٌ في القصر الرئاسي بحضور الرئيس عون، إلا أنّ المصالحة لم تُترجم عمليّاً، فبقيت العلاقة مقطوعة بين عون وباسيل، في وقتٍ تربط قائد الجيش علاقة جيّدة مع نوّاب ينتمون الى التيّار الوطني الحر. ويدلّ ذلك على أنّ الموقف السلبي محصور بين الرجلين، ولا يشمل الحزب أو الموقف السياسي.

ويحرص قائد الجيش، منذ تعيينه، على عدم إفساح المجال للتدخل في صلاحيّاته، كما في شؤون المؤسسة العسكريّة، ولذلك لم تكن علاقته جيّدة مع أكثر من وزير دفاع، وخصوصاً مع الوزيرين اللذين سمّاهما باسيل، أيّ يعقوب الصراف والياس بو صعب.
إلا أنّ العماد عون يحظى باحترامٍ وتقدير لدى عددٍ من نوّاب “التيّار”، كما لدى فئة كبيرة من مناصريه، وهو ما يدركه باسيل جيّداً. ويعني ذلك أنّ عون سيكون قادراً، في حال انتخابه، على استقطاب قسمٍ من قاعدة “التيّار” كما من نوّابه، ما سيُضعف باسيل حُكماً، خصوصاً إذا كان عهد عون ناجحاً. وهذا الأمر لا ينطبق على مرشّحين آخرين مثل سليمان فرنجيّة.
كذلك، باستطاعة عون أن يُقرّب منه قياديّين سابقين في “التيّار” هم في موقع الخلاف مع قيادته الحاليّة، بالإضافة الى شخصيّاتٍ مستقلّة، منها القريب من الفريق البرتقالي.

انتخاب عون مرفوض إذاً من باسيل. فالعلاقة غير الوديّة، وعدم سهولة التعاطي مع “عسكري حتى العضم”، وقدرة “الجنرال” على الأكل من صحن باسيل “العوني”، يجعلون من قبول رئيس “التيّار” بانتخاب قائد الجيش أمراً مستبعداً جدّاً، إلا إذا حصلت تسوية كبرى كان باسيل شريكاً فيها و”باع” موافقته لفريقٍ خارجيّ. أميركا مثلاً.
ويبقى سؤال يطرحه كثيرون: هل يتجاوز حزب الله يوماً رفض باسيل ويوافق على انتخاب العماد عون؟

Related Articles