لبنان

متى سيزور لافروف لبنان؟

جاء في “المركزية”:

لا يخفى الحرص الروسي على الاستقرار، مع تفسير العديد من المعنيين سبب هذا الاهتمام بالتأثُّر الكبير بين الساحتين اللبنانية والسورية. من هنا، بدأ الحديث عن نيّة لدى موسكو لإعادة تشغيل محرّكاتها في المنطقة، من ضمنها لبنان، بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي السياق، لفت سفير لبنان في روسيا شوقي بو نصّار لـ “المركزية” إلى أنه “لا شكّ أن السياسة الروسية في المنطقة تتأثّر بأدوار الدول الأخرى، لا سيّما واشنطن، لكن رغم ذلك لموسكو سياساتها الخاصة ومصالحها الممكن أن تختلف مع الدول الأخرى الوازنة، منها المصالح والسياسات الأميركية. وبعد استلامه القيادة، أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبلاده دورها على المسرح الدولي، لا سيّما في الشرق الأوسط، ويثبت ذلك التدخل الروسي في سوريا”، موضحاً أن “الاتصالات بين الجانبين الروسي والأميركي لم تنقطع يوماً لبحث الأزمات الدولية والشرق أوسطية من ضمنها سوريا رغم الاختلافات بين البلدين. بالتالي، أيا تكن الإدارة الأميركية الجديدة بعد صدور نتائج الانتخابات النهائية، فإن ذلك لن يغيّر بشكل لافت في السياسة الروسية التي ستستمر في حماية مصالحها الاستراتيجية في حوض البحر المتوسّط”.
وعن الدور الذي ستلعبه روسيا في لبنان، أكّد بو نصّار أن “لطالما كان هذا داعماً، انطلاقاً من الصداقة بين البلدين والحرص الروسي التاريخي على استقرار لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وهذا ما يؤكّده المسؤولون الروس دائماً. في الوقت نفسه، لا إمكانية اقتصادية لموسكو، ولا نيّة حتّى، لتأدية الدور الأوّل في لبنان على غرار ما تفعله في سوريا، حيث أن الملف السوري يشكّل الأولوية بالنسبة إليها. وتعتبر أن هذا الموضوع يمسّ بأمنها القومي. من هنا، دور روسيا في لبنان مشجّع ومساعد، خصوصاً وأنها تتمتع بعلاقة ممتازة بمختلف الأفرقاء اللبنانيين”، مضيفاً “طبعاً جزء من هذا الحرص سببه تأثير الوضع في لبنان واستقرار المنطقة ككلّ على سوريا، تبعاً لمصالح روسيا فيها. والأكيد أن مشاكل المنطقة مترابطة، والدول الكبرى تعرف ان لا يمكن حلّ مشاكل الشرق الأوسط “بالقطعة”.
وفي ما خصّ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى لبنان، أشار السفير الى أنها “تأجلّت ولم تلغ، لكن تحديدها مرتبط بتأليف الحكومة، وكان من الممكن أن تكون قريبة لو تشكّلت الحكومة سريعاً، وستكون مهمّة جداً للبنان”.
وفي شقّ ملفّ النازحين السوريين، وبعد أن غادر الوفد الروسي الذي زار لبنان نهاية الشهر الماضي من دون أن يتبيّن ماذا تقرر حول مؤتمر إعادة النازحين الذي أعلنت روسيا نيّتها عقده في 11 و12 الجاري في دمشق، كشف بو نصّار أن “الصورة لم تتوضحّ حتى في روسيا والسفارة تتابع الموضوع منذ أكثر من شهر. وفي الحقيقة، كانت موسكو تنوي الدعوة إليه تحت عنوان “إعادة إعمار سوريا”، لكن تنبّهت إلى أن العديد من الدول سترفض، فحوّلته إلى عنوان أكثر تشجيعاً “عودة النازحين”، حيث أن الكثير من الدول في المنطقة والمجتمع الدولي لها مصلحة في حلّ هذه الأزمة الخطيرة. ومنذ إعلانها عن المؤتمر بدأت بجس النبض للمشاركة فيه. ووفق المعطيات، لم يحسم أمره بعد حتّى هذه اللحظة واحتمال تأجيله كبير جدّاً، إلى جانب وجود محاولات لنقل مكان انعقاده إلى مدينة سوتشي أو عاصمة كازاخستان الجديدة “نور سلطان”، في حال تأكّد رفض العديد من الدول المشاركة بسبب موقعه. لكن، كلّ ذلك لا يزال ضمن إطار المحاولات للوصول إلى تفاهمات وضمان مشاركة وازنة، لأن عكس ذلك سيدفع بموسكو إلى تأجيل المؤتمر إن لم نقل إلغائه”.

وعمّا إذا كان يرى هذه العودة ممكنة، اعتبر السفير أن “موضوع النازحين معقّد وشائك. منذ حوالي أربع سنوات أطلقت روسيا نوعا من المبادرة في السياق، وتمّ الإعلان عن لجنة لبنانية – روسية لم تشكّل. ورغم طرحي وجهة النظر اللبنانية الداعية إلى إيجاد حلّ بعيداً من الحلّ السياسي، تبيّن استحالة فصل هذين الملفين وروسيا نفسها تعرف ذلك، وهذ الردّ الدائم بعد اتصالاتي مع المسؤولين الروس والسفراء الأجانب في موسكو تحديداً الفرنسي والأميركي. بالتالي، لا بدّ من حل سياسي شامل وانتقال سياسي في سوريا، لايجاد حلّ جذري يؤمن عودة النازحين من مختلف الدول عبر دعمه من قبل الدول المعنية وتمويله”، مستبعداً “عودتهم قبل التعديلات الدستورية في دمشق. من دون أن ننسى في المقابل أن تاريخ حدوث ذلك غير معروف، وما من اتفاق على الإطار العام حولها بعد بعرقلة واضحة من النظام السوري بدعم إيراني. ومسار اللجنة الدستورية التي تجتمع في جنيف متقطّع جدّاً ولا يزال طويلاً، حتى روسيا ترفض تحديد موعد انتهاء عملها، ما يعني أن المهلة مفتوحة وخاضعة للظروف السياسية الدولية”.

mtv

مقالات ذات صلة