وداعاً للـ “جِيب”… إلى السيارات “الوفّيرة” درّ
كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
دفعت الأزمة بنا إلى تغيير الكثير من عادات حياتنا. دفعتنا إلى التقشّف وإلى اعتماد أساليب تختلف كليًّا عن السابق، أبرزها كلّ ما يتعلّق بالنقل. فالارتفاع الخيالي لأسعار المحروقات دفع كثيرين إلى اعتماد الـcarpooling مثلاً، وأكثر من ذلك إلى تغيير سياراتهم واستبدالها بسيارات صغيرة “لأن ما بقى توفّي”.
وفي هذا السياق، يُشير صاحب معرض سيارات لموقع mtv إلى أنّه “بسبب الوضع الاقتصادي السيء والأزمات المتعدّدة التي يُعاني منها اللبنانيّون وأكثرها البنزين وسعر الصرف، توجّهت معظم طبقات المجتمع إلى شراء سيارات صغيرة وهذا الأمر زاد الطلب عليها. وفي الوقت عينه تراجع الطلب على السيارات الكبيرة لدى الطبقة الوسطى التي عُدمت أو تحوّلت إلى طبقة فقيرة. وبات هؤلاء يبحثون عن سيّارة “وفّيرة” تقضي حاجاتهم من دون صرف كمّيّات كبيرة من البنزين وتكون أسعارها مقبولة”.
إذاًَ الطلب اليوم يزداد على السيارات الصغيرة خصوصاً وأنّنا مقبلون على مزيد من الارتفاع بأسعار المحروقات وع رفع الدعم كليًّا ما رفع سعرها، ومن يملكون “الجيبات” يحتفطون بها في المرآب للمناسبات الضروريّة أو يتخلّون عنها. “هذا الأمر أثّر بشكل كبير على قطاع السيارات وأصبح هناك كساد في سوق السيارات الكبيرة” وفق ما يقول صاحب المعرض، معتبراً أنّ “نسبة البيع تراجعت بشكل كبير وعلى الأرجح هذا القطاع متّجه نحو الانعدام الكامل”.
القطاع تأثّر وتراجع بشكل كبير ولكن في الوقت عينه يلفت إلى أنّه “لا يزال وضع الميسورين على حاله، لا بل أنّهم اتّجهوا إلى تجديد سياراتهم من دون أن يشغل بالهم مصروفها في ظلّ غلاء المحروقات، فالميسور زاد يُسراً والمأزوم زاد تأزُّماً”.
إلى جانب السيارات “الوفّيرة” التي تعمل على البنزين، يعمد الميسورون أيضاً إلى شراء السيارات التي تعمل على الكهرباء إمّا 100 في المئة أو hybrid، أي التي تعمل على البنزين والكهرباء في الوقت عينه، ولكن أسعار هذه السيارات مرتفعة جدًّا وتتجاوز الـ30 ألف دولار ما يجعلها محصورة بالأغنياء.