تأليف الحكومة يعود إلى سلم الأولويات
كتب عمر حبنجر في “الأنباء” الكويتية:
أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ملف تشكيل الحكومة الى الواجهة أمس، بدعوته عبر خطابه العاشورائي في الضاحية الجنوبية الى تشكيل حكومة جديا خصوصا ان هناك من يحدثنا عن فراغ رئاسي، داعيا الى أوسع تضامن لتجاوز الصعوبات.
وركز نصرالله في خطابه الجماهيري على حرب غزة، وقال: «لقد تلقينا الرسائل المطلوبة، في حرب غزة، ورأينا صمود غزة. وتوجه الى الإسرائيليين بالقول: نحن في لبنان حسابنا معكم، حساب آخر، ولا تجربونا، وأي اعتداء لن يبقى بلا رد، فلا تخطئوا مع لبنان، وأي يد تمتد إلى ثروة من ثرواتنا ستقطع تماما.
بالتزامن، أقامت حركة أمل احتفالا عاشورائيا في مدينة صور تحدث فيه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، معلنا «ان مشروعنا هو حماية لبنان ووحدته الوطنية ومنع سقوطه».
وكان الأمين العام لحزب الله اعتبر ان المسؤولية الوطنية والأخلاقية تستوجب الإسراع في إنجاز الحكومة، وأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في دعوة الشركات الملتزمة في البلوك رقم 9، إلى مباشرة التنقيب والحفر، ولن نسكت عن التراخي والتراجع.
وغاب الاستحقاق الرئاسي عن هذه المناسبة في وقت كانت بدأت الاصطفافات السياسية في لبنان على إيقاع الاستحقاق الرئاسي الموعود، بعد الأول من سبتمبر، اتصالات ومشاورات وطروحات وتغريدات، تشي وتلمح، ولا تسمي، بانتظار استكمال «دفتر الشروط» الرئاسية بما فيه من مواصفات واعتبارات وتوازنات داخلية وخارجية، حاكمة للموقع.
أول النشاطات التحضيرية، تمثلت في اجتماع 16 نائبا، تغييريا وسياديا، امس الاول، في توجه نحو إقامة جبهة معارضة يكون لكلامها وقعه في مجال انتخاب رئيس الجمهورية المقبل، فيما بوشرت الاتصالات لجمع النواب السنة، تحت قبة دار الفتوى.
لقاء نواب المعارضة كان إيجابيا، حيث بدا أن الكل راغب في التعاون والتلاقي، لاسيما مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، بمعزل عن رغبة الأخير بالانفتاح على «الجار» حزب الله.. والمهم ان هذا اللقاء سيكون أسبوعيا، وتحديدا كل ثلاثاء، وينتظر انضمام نواب مستقلين آخرين الى هذه الجبهة ليربو عدد أعضائها على 22 نائبا.
إلى ذلك، ثمة إشكالية استجدت حول موضوع النازحين السوريين، تناولها الرئيس عون مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار.
وعلمت «الأنباء» ان استياء سوريا أبلغ الى بعبدا من تصريح بوحبيب لـ«الأنباء» والذي أشار فيه الى ان النظام لا يريد إعادتهم وأن بلادهم لم تطلبهم، متسائلا: هل تطلب الدول من مواطنيها العودة إليها حين يرفدون الاقتصاد بالعملة الصعبة؟ وقال: هؤلاء يرسلون أموالا الى بلدهم، وهذا ما يفعله النازحون.
وتقول مصادر دمشق انها أبدت استعدادها للتعاون مع لبنان، وتم إبلاغ الأمر الى لبنان عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي لم يكن مرتاحا ايضا لتصريحات الوزير بوحبيب.
إلى ذلك، طلب الرئيس عون الى الوزير بوحبيب تقديم التوضيحات الهادفة الى عدم توتير العلاقة مع الجانب السوري، والذي لم يتعامل بكيدية مع الملف حتى الساعة، وفق رأيه، بينما لفت بوحبيب الى انه كان يقدم توصيفا للأوضاع ولم يقصد اتهام أحد.