ترسيم الحدود… أيّ علاقة بالانتخابات الرئاسية؟
جاء في “المركزية”:
في ظلّ تعثّر تشكيل الحكومة، يقف لبنان أمام استحقاق الانتخابات الرئاسية. وتتّجه الأنظار، توازياً، إلى ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. فمع تلقي اشارات بالعودة القريبة للوسيط بملف الحدود البحرية آموس هوكشتاين حاملاً معه الجواب الاسرائيلي، على المقترحات اللبنانية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية، لم تتوافر معلومات عن فحوى الجواب بعد. في المقابل، صعّد اليوم الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، حيث هدّد بأن “اليد التي ستمتدّ إلى أي ثروة لبنانية ستقطع”، قائلاً “للعدو”: “لبنان وشعبه لن يقبل بعد الآن نهب ثرواته ومستعدون لكل الاحتمالات”. وسط هذه التطورات أين يقف لبنان؟ وكيف سيتأثّر تحديداً على الصعيد الانتخابي؟
السياسي الدكتور توفيق هندي يرى عبر “المركزية”، أن “مواجهات غزّة الأخيرة تعدّ حربا استباقية من إسرائيل على إيران في الداخل الإسرائيلي. هذه المسألة أعطت السلطة للحكومة الإسرائيلية المستقيلة لإظهار قدرتها على الربح، وهذا الربح سيوظّف باتّجاه التنازل بالنسبة إلى قضية الترسيم”.
ويعتبر أن “إسرائيل أمام وضع “الخسارة أو الخسارة” تجاه موقف “حزب الله” القاضي بالسماح باستخراج النفط وبيعه على كلّ الأراضي اللبنانية أو لن تتمكن تل أبيب من بيع نفطها، والمهلة النهائية لذلك في نهاية آب-بداية أيلول على اعتبار أن خلال هذه الفترة ستبدأ إسرائيل الاستخراج من كاريش ولن يسمح لها الحزب بذلك. بالتالي، على الإسرائيليين إما القبول أو الرفض وفي الحالتين سيخسرون، لذا عليهم اختيار طريقة الخسارة: إذا قبلت إسرائيل (مع الغرب والأميركيين والفرنسيين) بالخضوع لطلبات الحزب سيمنح انتصارا فظيعا في لبنان، إذ سيتصرف الأخير، من خلال “حزب الله”، بغازه فيظهر وكأنه أنقذ لبنان وتصبح قبضة إيران على البلد بعد أكبر. وإسرائيل على دراية بقدرة الحزب على ضرب آبار الغاز في بحرها ما يشكّل خسارة اقتصادية كبيرة لها وللسوق النفطي العالمي العطشان للنفط والغاز. أما إذا رفضت فقدرة الحزب الصاروخية وعبر المسيرات تفوق بأشواط قدرة الجهاد الإسلامي وحماس، وهنا تطرح مشكلة ما يسمى بـ “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” أي قدرة إسرائيل على إيقاف ومنع الصواريخ من ضرب منشآت أساسية فيها ومطاراتها العسكرية ويصبح الوضع شديد الخطورة في هذه الحالة، لا سيما إذا دخل محور المقاومة كلّه في العملية بناءً على ما قاله نصرالله”.
وبين الخسارتين، يرجّح هندي أن “إسرائيل ومعها الغرب، لا سيما أميركا، ستختار القبول بطلب الحزب. وبعض المعلومات كشفت أن بعض الشركات العالمية لاستخراج النفط تشكل مجموعات ضغط على أصحاب القرار في الغرب للاستفادة من غاز لبنان. هذا الخيار، إن حصل، سينعكس مباشرةً على الانتخابات الرئاسية اللبنانية حيث سيكون للحزب القدرة على المجيء بأي رئيس يختاره من دون أي إشكال وهو اختار جبران باسيل”.
ويشير إلى “الجنون حول الانتخابات الرئاسية، فبعد إخبارنا بأن الانتخابات النيابية مفصيلة وحيوية تبين أن لا فائدة منها. من المستبعد أن يتفق النواب المستقلون على مرشّح واحد وحتى لو فعلوا لن يصل إلى الكرسي الرئاسي ولن يكون في وسعهم منع الحزب من الإتيان بمرشّحه. وإذا خالفوا التوجه الدولي العالمي لا سيما الغربي القائل إن “الانتخابات في وقتها” حينها يدخلون بتناقض معه. الاحتلال الإيراني للبنان فاضح والغرب يعتبر أن على لبنان خوض الانتخابات ومحاولة تحسين وضعه مع بقائه تحت الاحتلال هذا راهناً. بالتالي، الموقف الغربي لا يأتي لمواجهة النفوذ الإيراني في لبنان وإنقاذه لا بل أوضاعهم تدفعهم للتراخي أمام “حزب الله”، فالشخصية الرئاسية لا تهمّه بل حصول الانتخابات في موعدها”.
ويختم: “على كل من يريد خلاص لبنان التشديد على وجوب خلق حركة خارج الأطر الدستورية وأطر اللادولة تطالب بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني واحتلال الطبقة السياسية المارقة القاتلة التي تؤيده أو تعمل تحت سطوته، بانتظار تغييرات بالمنحى الدولي والاقليمي الذي لن يطول كثيرا في تغير وجهته”.