الساحة اللبنانية محيّدة عن “نار” غزة؟
في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن ساعات حاسمة تنتظر الإتفاق النووي الإيراني، وأيام معدودة تسبق الحسم في عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إنفجر الوضع في قطاع غزة حيث تشنّ إسرائيل عدواناً غير مسبوق على حركة “الجهاد الإسلامي”، ما أدى إلى تنامي المخاوف من امتداد النار من غزة إلى الساحة اللبنانية، التي تشهد توتراً وترقباً على خطّ ترسيم الحدود مع اقتراب أيلول أو شهر الحسم.
لكن سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، لا يتوقع امتداد النار الإسرائيلية إلى لبنان، وانسحاب التصعيد في قطاع غزة على الجبهة الجنوبية، مشيراً إلى اختلافٍ في الصورة بين بيروت وغزة، حيث تتواجد حركتا “الجهاد الإسلامي” و”حماس”، وإلى أن قرار العدوان الإسرائيلي يركز على قيادات “الجهاد” ، وذلك مقابل حديث فلسطيني عن “توحيد الساحات ضد إسرائيل”.
وقال السفير السابق شديد لـ “ليبانون ديبايت”، إنها ليست المرة الأولى التي تشنّ فيها إسرائيل مثل هذه الحروب على القطاع، كما أن “حزب الله”، الذي يواكب ويتابع الوضع العسكري في غزة، يدعم ويتحرك ويدافع عن القضية الفلسطينية، لن يترجم ذلك عسكرياً، وذلك بالإستناد إلى الحروب السابقة التي شنّتها إسرائيل والتي لم يتدخل فيها الحزب.
ووفق شديد، فمن حيث المبدأ، وفي حال لم تحصل أية حسابات خاطئة، فإن الساحة اللبنانية، ستبقى بمنأى عن النار المشتعلة في غزة. لكنه يستدرك مشيراً إلى ما درجت عليه إسرائيل، لجهة القيام بالعدوان أو إعلان الحرب، من أجل التهرب من استحقاقات سياسية داخلية ، خصوصاً وأن الفريق الحاكم اليوم ليس الأقوى سياسياً بل هو الأضعف، وهناك خشية من أن يستغل هذا الفريق، الحرب على غزة من أجل الهروب إلى الأمام، مع العلم أن النتيجة وللأسف ستقتصر على سقوط العديد من الشهداء الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين وعلى دمارٍ هائل في القطاع، إلى أن يتوقف العدوان نتيجة تدخّلٍ فاعل من مصر وقطر.
وعن انعكاس التصعيد في غزة على الموقف الإسرائيلي من عملية ترسيم الحدود البحرية، فلم يلحظ شديد أية انعكاسات سلبية، رغم الأوضاع السياسية المضطربة في الداخل الإسرائيلي، حيث تتزايد المخاوف من استغلال هذه الحرب الدائرة، من أجل التهرب من أي اتفاق حول الترسيم، علماً أن كل الأطراف المعنية بترسيم الحدود وخصوصاً إسرائيل، سوف تستفيد من حصول اتفاق ومن تكريس الإستقرار على الجبهة الجنوبية، من أجل الإستثمار في الغاز.
ويؤكد شديد، أن الولايات المتحدة الأميركية، جدّية هذه المرة بالعمل من أجل إنجاز الترسيم، خصوصاً وأن هذا الإستحقاق يتزامن مع تطور بارز على مستوى مفاوضات فيينا، حيث من المرجّح أن تأتي النتائج إيجابية، ما سينسحب بشكلٍ إيجابي على العديد من الملفات في المنطقة وفي مقدمها ملف الترسيم.
“ليبانون ديبايت”