ما هو هدف الحملة على ميقاتي؟
يطرح السجال بين “التيار الوطني الحر” ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العديد من الاسئلة عن الهدف الذي يسعى اليه “التيار” من الحرب على ميقاتي.
وكشفت مصادر سياسية لـ”الأنباء” الإلكترونيّة، أن هدف الحملة على ميقاتي يتخطّى حدود التعيينات لموظفي الفئة الأولى في الادارة العامة، وربما يتوسع لخلق أجواء في البلد تصل الى تعطيل الاستحقاق الرئاسي بعد خلق جو سياسي ملبّد قد لا يسمح بإنجاز هذا الاستحقاق بموعده ويسمح ببقاء رئيس الجمهورية في بعبدا ريثما تسنح الأجواء السياسية بإنجاز هذا الاستحقاق، عازية هذا الاعتقاد الى الكباش القائم أيضاً مع القطاع المصرفي والاجراءات القضائية المسيّسة التي تطال مصرف لبنان تارة والمصارف تارة أخرى، ما دفع بجمعية المصارف إلى إعلان الإضراب ما يعني شلّ البلد بشكل كامل.
المصادر السياسية لم ترَ موجباً للحرب على ميقاتي لو لم يكن لدى التيار مصلحة تتخطى الشكليات، خصوصاً وأن حظوظ النائب جبران باسيل بالوصول إلى بعبدا تشهد تراجعاً ملحوظاً، ولهذه الأسباب يريد تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق وعلى طريقة المثل القائل “عليّ وعلى أعدائي”.
ورأى النائب السابق ماريو عون أن “هذا السجال القائم بين التيار وميقاتي غير مستحب”، معتبراً في حديث مع “الأنباء” أن “هكذا سجالات تؤزم الأوضاع السياسية أكثر في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها البلد، فالوضع بشكل عام يستوجب الهدوء والتفرغ الى معالجة الأزمات إذ لا يجوز أن يستمر الوضع على ما هو عليه”.
وفيما رأى عون أنه كان بالإمكان الاستغناء عن هذا الهجوم العنيف من قبل ميقاتي على التيار لأن كلامه بالشكل الذي جاء عليه فرض سوء نية بما يخصّ التعاطي السياسي، لأن الوضع في لبنان يتطلب الهدوء لتمرير الاستحقاق الرئاسي بموعده الدستوري، اعتبر النائب السابق علي درويش أن “هناك فريقاً منزعج من مواقف ميقاتي وأراد أن يخلق جواً من التوتر في البلد وقد يكون نجح الى حد ما على مستوى تصعيد الخطاب السياسي”.
وأشار درويش، في حديث مع “الأنباء”، الى أن “هذا الخطاب الذي نشهده لا يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين”، لافتا الى أن “ميقاتي لا يحيد عن مواقفه الأساسية التي تخدم لبنان وهو غير مسؤول عن المواقف ذات المنحى التصعيدي التي يلجأ اليها البعض، داعيا الى الهدوء لتمرير الاستحقاق الرئاسي بسلام لأن لا أحداً لديه مصلحة بتعطيل الانتخابات الرئاسية”.