معبر الناقورة… للأجانب فقط
من المتوقّع أن تستمر فصول قضية النائب البطريركي العام المطران موسى الحاج، بالتفاعل في الأسابيع المقبلة، وذلك، على الرغم من كل المحاولات المطروحة لتسوية وتطويق تداعياتها، على قاعدة الحل الوسطي الذي يوافق عليه البطريرك بشارة الراعي، تزامناً مع تطبيق القوانين المتعلّقة بتحديد عملية المرور على المعبر الحدودي في الناقورة. وبينما توالت المعلومات في الأسبوعين الماضيين، من أكثر من جهة قضائية وسياسية، تفيد بأن لا عودة إلى الواقع السابق، أي عبور المطران الحاج على المعبر المذكور ووفق الطريقة المعتمدة على مدى السنوات الأخيرة، فإن بكركي في المقابل، تتمسّك بموقفها الرافض لأية إجراءات تفتيش للمطران الحاج لدى انتقاله لتفقّد أبرشيته في الأراضي المقدّسة، وصولاً إلى الإصرار على وقف كل محاولات التعديل أو الملاحقة القضائية أو الإيحاءات “المشبوهة”، التي تُسجّل منذ 18 تموز الماضي، حول توقيت هذه القضية التي شغلت الساحة الداخلية، وما زالت تتفاعل.
ومن الواضح على هذا الصعيد، أن الطرح الذي يتمّ التداول به بعيداً عن الأضواء، يقضي بمنع مرور أي شخصية لبنانية روحية وسياسية، على معبر الناقورة الحدودي، أو بتعبيرٍ آخر، إقفال هذا المعبر، وهو ما كان قد سبق وكشف عنه “ليبانون ديبايت” منذ أسبوع، والعودة إلى الطريقة التي كانت معتمدة سابقاً، والطلب من الكنيسة، اعتماد الأردن كمعبر بديل، مع العلم أن المطران الحاج، كان يتردّد بشكلٍ دائم وبإذنٍ رسمي من الدولة، وبتغطية مباشرة سياسية وقضائية وأمنية، لتفقّد أبرشيته عبر هذا المعبر.
وفي هذا السياق، فإن معبر الناقورة الحدودي، وكما يوضح الرئيس السابق للوفد المفاوض حول الحدود مع إسرائيل اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، مخصّصٌ لعبور شخصيات محدّدة غير لبنانية، تمّ الإتفاق عليها في إطار اتفاقية موقّعة بين قيادة قوات الطوارىء العاملة في الجنوب، والأمن العام اللبناني. ويوضح اللواء شحيتلي ل”ليبانون ديبايت”، أن الشخصيات التي تستطيع العبور من الناقورة، هي: قائد “اليونيفيل، ومساعده، ومستشاره السياسي، ورئيس الإرتباط بين الأمم المتحدة، ولجنة الهدنة 45 التي تعمل حتى اليوم ومركزها في القدس، ومسؤولين في الصليب الأحمر الدولي وبعض الجمعيات الإنسانية الدولية.
ويكشف شحيتلي، عن أن كل هذه الشخصيات هي غير لبنانية، إذ أنه من غير المسموح لأي لبناني بالعبور، باستثناء مطران صور والمسؤول عن الرعايا في الأراضي المقدسة، والذين يتبعون لمطرانية صور وموجودون في هذه الأراضي المقدّسة المحتلة.
ولكنه يرى أن لا مجال لإقفال معبر الناقورة، لأن فرق الإرتباط وقيادة “اليونيفيل”، تحتاج للإنتقال منه، وهي تملك الحقّ بموجب الإتفاقية المذكورة، للمرور كلما استدعت الحاجة من أجل المشاركة في اجتماعات دولية، وهناك لوائح خاصة بأسمائهم لدى المسؤولين عن هذا المعبر.
المصدر: ليبانون ديبايت