لبنانمباشر

“لا يُسايِر”… هذا هو “بروفايل” الرئيس الذي سيُنقذ لبنان

على عتبة الإستحقاق الرئاسي يتلمّس اللبنانيّون الضوء الآتي من باب “الخلاص” ليرسم ملامح الدولة التي إضمحلّت مع أفول نجمها بين الدول، بعد الإنهيارات المُتتالية والتي تسبَّب بها من تربَّع على عرش مسؤوليتها من أعلى الهرم إلى أسفله.

ومن أعلى الهرم يستشفّ اللبنانيون اليوم “خشبة الخلاص”، يُراهنون على هذا “الآتي” فيرسمون في الأذهان الصورة المُتكاملة لمَن سيكون قادراً على إنتشالهم من “جهنم أو العصفورية التي وضعهم بها أولئك المُحنكّون في قهر الناس إلى حدّ اليأس.

وإذ كان موعد الإستحقاق الدستوري غير مُقدّس في الممارسات ، إلا أنه لا بد من عرض سريع للطامحين المنقسمين على ضفتي 8 و14 آذار، حيث يبدو جليًّا أنّ فريق 14 آذار والمستقلين والتغييريين لا يُحبّذون وصول أيّ شخصية من فريق 8 آذار ولا سيّما رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، وحيث وُضِع “فيتو” على إسمه من قِبل هذا الفريق وخصوصاً من قِبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ، ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، إضافةً إلى دول عربية ودوليّة تُتابع الملفّ اللبناني والرئاسي، في حين أن البعض الآخر وعلى الرغم من الإشادة بدور قائد الجيش العماد جوزاف عون، فهم لا يُحبّذون وصول شخصيّة عسكريّة وسط تساؤلات حول طرح هذا الإسم من جعجع و”مراميه” حيث يُستدل من ذلك أنّه يريد قطع الطريق على فرنجيّة ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل.

ووسط هذه المعمعة يرسم الحالمون بروفايل الرئيس المنقذ الذي يُعيد لبنان إلى مجده، حيث برز في الأيّام الماضيّة في بعض الأروقة السياسيّة ما إصطُلح على تسميّته بـ “بروفايل الراحل نسيب لحود”، مُستلهمين “مزاياه وخصاله”.

فما هي مزايا لحود الرئاسية التي يستعرضها أحد أصدقائه، فيقول عن الرجل إنّه “كان صاحب “الكفّ النظيف” والرجل المُعتدِل وهو السفير السابق في واشنطن، الذي عمِل لصالح لبنان ووحدته وسيادته، وعربي الإنتماء ولديه صداقات داخليّة ودولية وعربيّة تصبُّ لصالح لبنان، أضف إلى أنّه كان مُعارضاً بإمتياز لسياسات الهدر والفساد، وصوته كان مدويًّا في مجلس النواب ، فالرجل يتحدّث في لغة الأرقام، لا يُهادِن ولا يُساير أيّ طرف إنْ كان صديقًا أو حليفًا أو خصمًا ولديه رؤيّة إقتصاديّة ماليّة متقدّمة للإقتصاد اللبناني كذلك كان لديه “مشروع وطني”، بمعنى أنّ “لحود لم يكن يومًا مذهبيًّا بل كان لبنانيًّا بإمتياز، وهو رجل المؤسسات من “الطراز الرفيع” وكلّ كلماته ومواقفه في المجلس النيابي وخارجه كانت بمثابة خارطة طريق للبنان ومؤسساته وإداراته وإقتصاده في كلّ الحقول والميادين”.

ويؤكّد أنّ “لبنان اليوم بحاجة إلى ثوابت ومسلمات وسياسات نسيب لحود، لا بل يجب أنْ نُفتّش عن رئيس يملك هذا النهج والثوابت”.

من جهته لا يخفي نائب”التغيير” إبراهيم منيمنة، أنّ “المرحلة تتطلب رئيسًا من طينة الراحل نسيب لحود بما مثَّله من قيَم سياسيّة نحتاجها اليوم، خصوصًا وطنيّته ومدنيّته وتمسّكه بالمؤسسات والدستور وقدرته على أنْ يكون جامعًا لا رئيساً لفئة أو حزب”.

وفي السياق، يقول النائب إبراهيم منيمنة لـ “ليبانون ديبايت”: إنّ “شخصيّة رئيس الجمهوريّة ومواصفاته التي نراها، هي أولاً قدرته على لعب دور صاحب الرؤية لعهده، بمعنى السنوات الست للعهد كيف ستكون رؤيته ونهجه، وبالتالي إطلالته على اللبنانيين من خلال المؤسسات”.

ويرى أنّه “يجب أن يكون صاحب رؤية إصلاحية على المستوى السياسي والإقتصادي إنطلاقاً من الإصلاحات المطلوبة على مستوى الـ IMF ومستوى إعادة تكوين الإقتصاد بشكل جديد خلافاً لما كان سابقاً ومستوى الإصلاحات السياسية فيما يتعلّق بالإصلاحات التي كان منصوص عليها بإتفاق الطائف”.

ويُشدّد منيمنة على أنّه “يجب على الرئيس المُقبل أنْ يكون وسطياً وخارج الإصطفافات، وقادراً على التواصل مع المكوّنات اللبنانية وصاحب حضور واحترام من كافة القوى، هذا مهم جداً لأنه يضعه في موقع يجعله قادراً على التكلم مع الجميع وفي الوقت يلعب دور الحَكم بهذا المجال حسب ما يُعرف بإطار الدستور”.

ويُضيف: “أيضاً يجب أنْ يكون لديه علاقات خارجيّة جيدة بالحدّ الأدنى ليتمكّن من التواصل مع الأصدقاء وأشقاء لبنان ويؤمّن شبكة أمان سياسيّة إقتصادية بهذه المرحلة الدقيقة للبلد”.

وعن كيفيّة “إنطلاقة الرئيس، يرى نائب “التغيير” أنّ “الرئيس الجديد يجب أن يشكل حالة إجماع وطنية، وهذا المدخل الأساسي لنجاح العهد بخلاف ما كان سابقاً بما عُرف بالرئيس القوي بطائفته لأن هذا يُخرج الرئيس من عباءة الطائفة ويُدخله إلى المستوى الوطني الذي من خلاله يُمكنه أنْ يلعب دور الجامع ودور ناظم الإيقاع السياسي بالبلد”.

مقالات ذات صلة