نشر موقع “عربي بوست” مقالاً تحت عنوان: “عام 2021 الأسوأ على لبنان، لكنه رغيد على أثرى أثريائه.. فكم ربح أكبر 6 مليارديرات؟”
وجاء في المقال:
كان عام 2021 من أقسى الأعوام التي مرّت على اللبنانيين، مع تعرض البلد لانهيار اقتصادي وأزمة حادّة، صنّفها المدير الإقليمي للبنك الدولي ضمن أسوأ ثلاث أزمات في العالم، لكن الأمر كان مختلفاً بالنسبة لمليارديرات لبنان.
ولا يزال الوضع الاقتصادي اللبناني في تدهورٍ مستمر، فقد فقدت العملة اللبنانية 90% من قيمتها، وارتفعت الأسعار بأكثر من 200%، وزجّ أكثر من 80% من اللبنانيين في دوامة الفقر.
ويحمّل تقرير الأمم المتحدة الصادر في 11 أيار 2022 مسؤولية الأزمة على الحكومة اللبنانية وسياساتها “الفاشلة”.
ينوّه التقرير لعدم خضوع القطاع المصرفي والمصرف المركزي اللبناني للمساءلة، والمستوى “المروّع” لتركيز الدخل والثروة في لبنان الذي يشجع نظامه الضريبي على التهرّب ونفع الأثرياء.
كما يشدد التقرير على دور النظام السياسي الفاسد في أزمة لبنان، ولا سيما بسبب الروابط الاستثنائية الوثيقة بين النخب السياسية والقطاع المصرفي، وتفشي عدم المساواة والمحسوبيات في البلاد.
وكانت آخر أكبر فضيحة مالية هزّت لبنان، هي ظهور 346 شركة لبنانية ومئات الأسماء لسياسيين ورجال أعمال لبنانيين ضمن وثائق باندورا، بما في ذلك رؤساء حكومات سابقين وحاليين، وتحدثت الوثائق عن أصول بالملايين وأموال مودعة في الملاذات الضريبية بالخارج.
عند النظر لقائمة فوربس السنوية التي تتبع أثرى مليارديرات العالم، نجد أن تضم أفراداً من 4 عائلات عربية، اثنتين منهما من لبنان، عائلة ميقاتي والحريري.
وفقاً لفوربس الشرق الأوسط، بلغ صافي ثروة المليارديرات اللبنانيين 12.6 مليار دولار، وضمت القائمة أسماء الشقيقين نجيب وطه ميقاتي، والأشقاء الثلاثة للملياردير السابق ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وكذلك روبير معوّض المشهور في حقل صياغة المجوهرات.
وهذه تفاصيل الثروات والأعمال التي ينخرط بها أثرى أثرياء لبنان:
المركز الأول: نجيب وطه ميقاتي
يُعد نجيب ميقاتي وشقيقه طه ميقاتي الشخصين الأعلى ثراءً على مستوى لبنان، وجاء -كل منهما- بالمرتبة الرابعة على مستوى الشرق الأوسط والمرتبة 951 على مستوى العالم وفقاً لتصنيف فوربس.
بلغت ثروة الشقيقين 3.2 مليار دولار، وقد زادت بمقدار 700 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي، لتكون المكاسب الأعلى هذا العام بين مليارديرات العرب.
يشغل نجيب ميقاتي حالياً منصب رئاسة حكومة تصريف الأعمال في لبنان والمكلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية.
دخل نجيب ميقاتي المشهد السياسي من عالم المال والأعمال، وذلك قبل نحو 25 عاماً، وبدأ بتولّي وزارة الأشغال العامة والنقل خلال 3 حكومات متعاقبة، ومن ثم وزارة المهجرين في حكومة الرئيس رفيق الحريري الخامسة.
وتولى رئاسة وزراء لبنان مرتين، الأولى في عام 2005، والثانية بين عامي 2011 و2013.
على صعيد الأعمال، أسس الشقيقان معاً شركة إنڤيستكوم (INVESTCOM) في 1982، من أجل بيع الهواتف الفضائية في ذروة الحرب الأهلية اللبنانية، وتوسعوا بعدها لإفريقيا، حيث بنوا أبراج الهاتف المحمولة في غانا وليبيريا وبنين، تعد هذه الشركة ذات شبكة واسعة في عالم الاتصالات الآن.
نجيب ميقاتي، المدير التنفيذي لمجموعة (M1) القابضة، التي أسسها مع شقيقه طه أيضاً، وتتضمن استثمارات المجموعة حصصاً في شركة الاتصالات الجنوب إفريقية (MTN)، وقطاع التجزئة بمجال الأزياء مثل بيبي جينز، والعقارات الفارهة في نيويورك ولندن وموناكو.
عام 1988، أسس الشقيقان أيضاً جمعية العزم والسعادة الاجتماعية للتنمية والرعاية الاجتماعية.
جاء اسم نجيب ميقاتي ضمن قائمة الساسة ورجال الأعمال اللبنانيين التي أوردتها وثائق باندورا للتسريبات المالية، ممن لجأوا إلى استخدام ملاذات خارجية لتسجيل شركاتهم وأعمالهم.
وكانت وثائق باناما قد أشارت لامتلاك ميقاتي لشركة “هيسفيل” للاستثمار، التي أنشئت هناك عام 1994، فيما كشفت وثائق باندورا عن امتلاكه لشركة عقارات في موناكو، تجاوز سعر أحدها العشر ملايين دولار.
كما تبين إدارة ماهر ابن نجيب ميقاتي لشركتين على الأقل في جزر فيرجن البريطانية.
لكن مكتب نجيب ميقاتي ردّ على وثائق باندورا ببيانٍ يقول فيه إن أصول ثروته وثروة عائلته قانونية، ناقضاً طريقة تناول الوثائق، ومصرحاً بأنه “ليس بالضرورة أن تحدث كل الثروات المتراكمة على حساب الصالح العام والمحتاجين”.
المركز الثاني: بهاء الحريري
يأتي بهاء الحريري، الابن الأكبر لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، في المرتبة الثانية على صعيد لبنان، والحادية عشرة على صعيد الشرق الأوسط، وبالمرتبة الـ1445 ضمن أثرياء العالم.
بلغت ثروة بهاء الحريري 2.1 مليار دولار، بزيادة 100 مليون دولار عن العام السابق.
ومنذ حادثة اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005، تكرر ظهور أسماء أفراد عدّة من عائلة الحريري ضمن قوائم فوربس السنوية للمليارديرات، وضمن ذلك نازك الحريري أرملة الرئيس الراحل، وهند رفيق الحريري التي كانت أصغر مليارديرة في العالم عام 2008.
وسجّل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري غيابه عن قائمة أغنى أغنياء العرب للمرة الأولى في 2019.
كبقية أفراد العائلة، ورث بهاء الحريري ثروته عن والده، وتركزت أعماله ومشاريعه في قطاعات العقارات والاستثمارات.
عمِل بهاء الحريري في مجال الهندسة والعمارة بشركة “سعودي أوجيه” المملوكة للعائلة، إلى أن باع حصته في الشركة لشقيقه سعد الحريري في 2008، ويذكر أن الشركة أغلقت بعد إعلان إفلاسها في 2017.
أسس بهاء الحريري شركة هورايزن للمشاريع الإعمارية (Horizon Group)، وتسلم إدارتها التنفيذية، وتستثمر الشركة في مشاريع بالأردن ولبنان.
رغم كونه الابن الأكبر لرفيق الحريري، فإن بهاء ابتعد بنفسه عن العمل السياسي لسنوات، مصرّحاً بأنه ليس رجلاً سياسياً ولا يسعى لأن يكون كذلك.
لكن لاحظ مراقبون عودة بهاء الحريري إلى الواجهة، مع تحركات سياسية للقاء مسؤولين وترتيب الأمور بطريقةٍ قد تعني محاولة تولّي دور في المشهد اللبناني.
المركز الثالث: روبير معوض
جاء الملياردير اللبناني روبير معوض في المرتبة الـ15 على صعيد الشرق الأوسط، والـ1929ضمن قائمة أثرياء العالم.
بلغت ثروة معوض 1.5 مليار دولار، بزيادة 100 مليون دولار عن العام الماضي.
ورث روبير معوض شركة المجوهرات الراقية عن عائلته، تحمل الشركة اسم العائلة وكان الجدّ قد أسسها في بيروت عام 1890.
تنشط شركة “مجوهرات معوض” في بلدان كثيرة عربية وعالمية، وقد ترأس روبير مجلس إدارتها لسنوات متتالية. وفي 2010، سلّم إدارة الشركة لأبنائه فريد وآلان وباسكال.
إضافة إلى تشكيلة المجوهرات والأحجار الكريمة التي تفتخر بها الشركة، يمتلك معوض عقارات فاخرة متعددة، أبرزها المبنية في البحرين.
المركز الرابع: أيمن الحريري
حلَّ أيمن الحريري -ابن رفيق الحريري- في المرتبة الـ17 على صعيد الشرق الأوسط، والـ2076 ضمن أثرى أثرياء العالم.
بلغ صافي ثروته 1.4 مليار دولار، بزيادة 100 مليون دولار عن العام الماضي.
ورث أيمن الحريري ثروته من والده الراحل، وضمن ذلك حصة في شركة “Saudi Oger” للمقاولات والإنشاءات، التي أسسها والده في السعودية، ومن ثم باع حصته إلى شقيقه سعد عام 2014.
كما باع أسهمه من شركة غروب ميد العائلية في 2017 بقيمة 535 مليون دولار، وكانت للشركة حصص في بنوك وعقارات مختلفة.
يستثمر أيمن الحريري في الشركات الناشئة من خلال شركة ريد سي ڤينتشرز، وهو مؤسس مشارك ورئيس تنفيذي لشركة ڤيرو، الخاصة بمشاركة الموسيقى والفيديوهات والصور.
أبقى أيمن الحريري نفسه بعيداً عن الساحة السياسية، لكنه قد صرح بدعمه لشقيقه سعد الحريري إثر إعلان الأخير تعليقه عمله السياسي.
المركز الخامس: فهد الحريري
الابن الأصغر لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وجاء بالمرتبة الـ19 على صعيد الشرق الأوسط، والـ2324 على صعيد العالم.
بلغ صافي ثروة فهد الحريري 1.2 مليار دولار، بزيادة 100 مليون دولار عن العام الماضي.
على منوال إخوته، باع فهد حصته من شركة الإنشاءات العائلية “سعودي أوجيه” لشقيقه سعد الحريري في 2012.
استثمر فهد الحريري بعض عائداته في العقارات بنيويورك وباريس ومونتي كارلو وفي البنوك اللبنانية، كما يعمل على تطوير المباني السكنية في بيروت.