في صيدا: أزمة الخبز تتفاقم وفواتير المولّدات تحت الرقابة
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
أرخى التلاقي السياسي في صيدا والتوافق على قضايا المدينة بظلال من الإرتياح الشعبي على الصيداويين، حيث شكل نافذة أمل لتخفيف معاناتهم اليومية الخانقة، في ظل الأزمات التي دفعت بالكثير منهم الى الإحباط واليأس أو التفكير جدياً بالهجرة.
وترجمت أولى خطوات التلاقي في دعم المؤتمر الصحي الذي عقد في بلدية صيدا تحت عنوان «شركاء في مواجهة الوباء: من جديد… معاً في مواجهة كورونا» برعاية وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض، ومشاركة القوى السياسية الفاعلة: الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور اسامة سعد، النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، رئيسة مؤسسة الحريري – تيار «المستقبل» بهية الحريري والمسؤول السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» الدكتور بسام حمود، الى جانب رئيس البلدية محمد السعودي، فيما يتوقّع أن يتوج هذا التوافق في إطلاق مبادرة سعد «صيدا تواجه» يوم الثلاثاء 2 آب لتوحيد الجهود لحماية المدينة وجوارها والتخفيف من وطأة الأزمات الخانقة على الناس.
وأكدت أوساط صيداوية لـ»نداء الوطن» أن القوى السياسية عازمة هذه المرة على التصدي بعزم للمشاكل الحياتية واليومية على قاعدة «لم يعد بالمقدور تحمل المزيد»، وستضع في سلم أولوياتها: الكهرباء بجميع أشكالها ومشاكلها لجهة التغذية والتقنين والأعطال والمولدات الخاصة، البيئة لجهة جمع النفايات، معمل الفرز، صرف صحي، الصحة لجهة المستشفى الحكومي، المستشفى التركي، نقص الأدوية، المستوصفات، فواتير الاستشفاء، والأمن الغذائي لجهة فوضى الأسعار ونقص المواد الغذائية، الخبز، تنظيم المدينة لجهة حركة السير، النقل والمواصلات، البسطات، التسول، الأرصفة، الحدائق وسواها.
وشددت على أن التلاقي الذي يعتبر الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، سيشكل مظلة حماية خدماتية ورافعة قوية للضغط باتجاه تخفيف المعاناة، لجهة الضغط على الدولة ومؤسساتها للقيام بواجباتها وإنصافها في التوزيع وخاصة الكهرباء وتأمين أبسط الحقوق، أو لجهة رفع الغطاء عن أي مخالف عبر إسقاط الاصطفاف السياسي والتشبيك في مختلف القضايا من خلال تشكيل «هيئة متابعة» ترعى وتدعم المبادرة وتجتمع عندما تدعو الحاجة وتشكيل أمانة سر لمتابعة العمل اليومي.أزمة الخبز
وبانتظار إطلاق المبادرة، استفحلت أزمة الخبز بعد إقفال عدد من الأفران أبوابها بسبب نفاد مادة الطحين، ما أجبر المواطنين على الانتظار في طوابير طويلة ولساعات أمام أبواب أفران أخرى عملت بأقصى طاقتها. وقال محمود النقيب لـ «نداء الوطن»: «وكأنه مكتوب على الصيداوي عدم التقاط أنفاسه، كل يوم أزمة أصعب من قبلها، لقد انتظرت ساعة ونيّفاً حتى حصلت على ربطة خبز واحدة فيما عائلتي مؤلفة من سبعة أفراد ولا تكفينا ليوم فقط».
«رحلة الوصول الى ربطة الخبز شاقة وفيها الكثير من الذل والانتظار معاً تحت أشعة الشمس الحارقة، ولكن لا مفرّ»، تقول الحاجة ايمان أبو زينب لـ»نداء الوطن»، «لقد أطلق المسؤولون وعوداً كثيرة للمعالجة وعلى الأرض تتفاقم المشكلة، لقد اختفت مشتقات الخبز أيضاً»، قبل ان تصب جام غضبها على الواقع المرير وتؤكد «انها أزمة أخلاق وجشع واحتكار لتحقيق المزيد من المكاسب المالية على حساب عذابات الناس».
أزمة الخبز ليست أسوأ من غيرها، إذ يحبس الصيداويون أنفاسهم لمعرفة فاتورة الاشتراك بالمولدات الخاصة مع نهاية الشهر، وظلت هذه القضية مدار متابعة لدى القوى السياسية الصيداوية والأجهزة القضائية والامنية، التي تبدو عازمة على وضع حد نهائي لفوضى الرسوم عبر إلزام أصحابها بالالتزام بتسعيرة وزارة الاقتصاد الرسمية من دون أي زيادة أو التفاف، وخاصة بعد توقيعهم على تعهد خطي. غير أن المفاجأة تمثلت في إعلان بعضهم تخفيض ساعات التغذية الى نحو 9 ساعات في اليوم فقط، وبعضهم الآخر بإبلاغ مشتركيه أنه سيطفئ مولداته مطلع آب او منتصفه، لعدم قدرتهم على الاستمرار بتوفير هذه الخدمة وفق التسعيرة الرسمية.