أجواء التأليف: Fifty Fifty!
كتب عمر الراسي في وكالة “أخبار اليوم”:
بعد الانتكاسة نهاية الاسبوع، رياح التفاؤل تهب مجددا باتجاه ملف التأليف، حيث تقدمت صيغة الـ 18 وزيرا على ما سواها من طروحات، انطلاقا من ارادة لدى جميع الاطراف بتسهيل ولادة الحكومة، وقد تبلور هذا المنحى بعد زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري مساء امس.
وفي حين سجل اليوم لقاء بين الرئيس نبيه بري ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، حيث تردد ان الاخير دخل على خط التأليف الحكومي، كشفت مصادر مواكبة للملف ان البحث انطلق نحو توزيع الحقائب على كل الأطراف.
وقت للتفكير
غير ان مصدرا قريبا من الرئيس المكلف، يرفض التحدث عن ايجابية مطلقة، قائلا: fifty fifty، حيث ان الرئيس ميشال عون لم يرفض طرح الحريري لتشكيل حكومة من 18 وزيرا لكنه طلب وقتا للتفكير، ونخشى ان يفكّر مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فتعود الامور الى الوراء.
واذ رأى ان صيغة 18 وزيرا تضمن الثلث المعطل، الامر الذي يفترض ان يريح الطرف الآخر، قال المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم”: هناك من يحاول خلق مشكلة عند الدروز بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان، مضيفا: لكن الحريري ليس معنيا بما يطرح على هذا المستوى، كون ارسلان لم يسمه خلال استشارات التكليف، وبالتالي هو يذلل عقبات مع الاطراف التي سمّته ويفترض ان يتفاهم معها.
وردا على سؤال، جزم المصدر الى ان حزب الله لا يتدخل اطلاقا مع الحريري بل الرئيس بري هو الذي يفاوض عن الشيعة.
للحريري ثقله على المستوى الشخصي
وعما اذا كان الحريري يؤلف نفس حكومة الرئيس حسان دياب ولكن بوجوه مختلفة، اجاب المصدر: الحريري يؤكد العكس، ويشدد انه يعمل على تأليف حكومة فاعلة، ويجب الحكم عليها اقله بعد اعلان التأليف، مضيفا: الاطراف المعنية او التي ستشارك في الحكومة تقترح لكنها لن تؤثر لاحقا على عمل الوزراء. وشدد في هذا السياق، على ان رئيس الحكومة، هو شخصية مستقلة، والرئيس الحريري يشكل ثقلا على المستوى الشخصي بخلاف دياب.
وزارة الصحة
من جهة اخرى، نفى المصدر ان يكون الحريري قد وعد اي طرف بهذه الحقيبة او تلك، مشيرا الى انه لا يريد اسناد حقيبة الصحة الى شخصية قريبة من حزب الله، فهذه الوزارة اليوم، في ظل تفشي وباء كورونا وما يرزح تحته القطاع الطبي والاستشفائي هي بحاجة الى شتى انواع المساعدات اكثر من غيرها من الوزارات واكثر من اي وقت مضى، ولا بد من اسنادها الى شخصية قادرة على جذب المساعدات.
واعتبر المصدر ان التسهيل في التأليف موجود بين الحريري وعون، رافضا كل الاتهامات التي توجه الى الحريري بانه يتجه نحو اعلان تركيبة سياسية، قائلا: من اين سيأتي بالوزراء، ولماذا الثوار لا يقولون ما الذي يريدونه او يشاركون في تحمل المسؤولية.