يَستضيف لبنان على مدى يومين اللقَاء التَشاوري لوزراء الخارجية العرب تمهيداً للقمّة العربية الَتي ستُعقد في شهر تشرين الثاني المُقبل في الجزائر، فهل هذا اللقاء يشكِّل إشارة الى عَودة العَلاقات القويّة مع العّرب ولا سيّما دول الخليج، أم أنّ مُستوى التمّثيل في اللقاء هو من يعطي الإشارة الواضحة لعَودة العلاقات؟
ّ
في هذا الإطار، يَعتبِر المُحلّل السِياسي نضَال السَبع في حديثٍ لـ “ليبانون ديبايت” أن “اجتماع وزراء الخارجية العَرب في بيروت ليس صُدفة، عملياً لبنان تسلّم رئاسة الدورة بشهر اذار وجرت العادة أن من يترأس الدورة هو من يستضيف اللقاء التشاوري والتمهيدي لوزارء الخارجية العرب”.
ويؤكِّد أنَّ “اللقاء تمهيدي فقط للقمّة العربية المُقبلة في الجزائر في تشرين الثاني فلا يمكن الحديث عن أنَه قد يحمل مساعدات الى لبنان، لأنه غير مخصَّص لهذا الشأن”.
أمَّا عن برنامج اللقاء فإن كل رئيس وفد سيتحدَّث من 5 إلى 15 دقيقة وليس من المتوقع أن يصدُر بيانٌ ختامي عن اللقاء، لأنه عملياً لا توجد أجندة محدَّدة ولكن هو فقط تمهيدي للقمة العربية.
ويلفُت السبع إلى أمرين “الأوّل أنَّ وزير خارجية سوريا لم تُوجَّه له الدعوة لحضور اللقاء وبالتالي يؤشِّر ذلك إلى أنَّ سوريا ما زالت مستبعدة عن الجامعة العربية وهي لن تُشارك في مؤتمر القمة العربية المقبلة في الجزائر، وكل ما كان يُروى عن أنَّ هناك جهود عربية وروسية لعودة سوريا لملأ مقعدها في الجامعة العربية يبدو أنها لم تنجح.
وتابع، “الأمر الثاني، أن لبنان سَيطرح موضوع الامن الغذائي والوضع الاقتصادي الذي يعاني منه بالإضافة الى موضوع النازحين السوريين، لكن بحث هذا الموضوع بغياب المعني فيه أي الجانب السوري لن يكون مجدياً”.
ويشدِّد السَبع على “ضرورة ترقُّب مستوى التمّثيل العربي وخاصةً الخليجي، فوفق المعلومات أنَّ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد لن يشاركا في اللقاء، وبالتالي يعطي هذا الأمر إشارة إلى أن الثقة العربية بلبنان لم تتغير وبالتالي ما زال هناك بعض الإشكاليات التي تعترض بعض العلاقات العربية بشكل كامل مع لبنان”.
وعن أنَّ السفير السعودي عاد الى لبنان وهو غير مقيد الحركة فلماذا تستمر الاشكالية؟ يلفت الى أن “السفير عاد إلى لبنان بموجب تفاهم مع الجانب الكويتي في حينه حيث قدّمَت الحكومة اللبنانية إجابة على المبادرة الكويتية وتم التقاطها من دول الخليج، ولكن الاشتباك السياسي في المنطقة ما زال قائماً حتى اللحظة، وقد شهدنا سابقاً ولا نزال هجوماً من بعض المسؤولين في حزب الله مما يعني أننا لا زلنا نعيش الاشتباك السياسي الكبير، والخليج لا ينظر لهذا الوضع بعين الارتياح”.
ويكشف السبع أن “دول الخليج تترقب الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد ثلاثة اشهر”، ويعتبر أن “وصول رئيس قريب لدول الخليج هو ما سيؤدِّي إلى تغيير الأداء الخليجي في لبنان وعندها نرى أن الامور ستتجه نحو الايجابية”.
ويحسم انه “لا تعويل أبداً على اللقاء التَشاوري لعودة الى العلاقات السابقة مع الدول العربية لا سيما الخليجية منها”.
