لبنانمباشر

الراعي: لا يمكن أن نطيق هذه الممارسة السياسية

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الجمعة الى أننا “في لبنان، لا يمكن أن نطيق بعد الآن هذا النوع من الممارسة السياسية الذي دمر اقتصاد الدولة ومالها العام، وعطل أجهزة الرقابة على الوزارات والإدارات، ورمى الشعب في حالة من الفقر المطبق”.

جاء ذلك في عظة للراعي، في قادس ترأسه في الذكرى السنوية التاسعة لتكريس لبنان لقلب مريم الطاهر واليوبيل المئوي لتكريس لبنان لقلب يسوع الأقدس في بازيليك سيدة لبنان – حريصا.

وقال الراعي: “نحن في حاجة إلى قيادة جديدة متجرّدة تتميّز بروح المسؤوليّة، وبالمعرفة بالشؤون الاقتصادية، قادرة على إنهاض البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة، وتتميز بالوعي والشجاعة لإطلاق ورشة الإصلاحات في البنى والقطاعات الأكثر إلحاحاً”.

وأضاف، “وفوق كل ذلك، لبنان في حاجة إلى الاستقرار السياسي كمدخل لحل هذه الأزمات، هذا الاستقرار منوط بحكومة تتحمل كل مسؤولياتها كسلطة إجرائية، وإلى رئيس جديد للجمهورية يطلق نهجا بناء”.

وتابع، “عندما كان المكرم البطريرك الياس الحويك يكرس لبنان والكنيسة لقلب يسوع الاقدس، كانت البلاد تمر في ظروف صعبة للغاية، ومنها الحرب الكونية الأولى وبداية حياة لبنان الكبير، وكان الخروج من هذه الأزمات دائما حسب رغبات قلب يسوع الأقدس”.

واستكمل الراعي، “ليس الوقت وحالة البلاد الراهنة يسمحان بالاختلاف حول شكل الحكومة، ولا بالتساؤل حول حصول الإنتخابات الرئاسية، فهذان استحقاقان دستوريان لا مجال للخلاف حولهما، فالبلاد بحاجة إلى السلطة الإجرائية التي يتقاسمها بحسب الدستور كل من رئيس الجمهوريّة (المواد 49-53)، ورئيس مجلس الوزراء (المادة رقم 6)، ومجلس الوزراء (المواد 65-72)”.

ورأى أن “من دون هذه السلطة الإجرائية بمكوناتها الثلاثة لا يستطيع لبنان التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإجراء الإصلاحات، وطلب المساعدات، والتزام قرارات مجلس الأمن، وإنهاء ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن الغاز، ووضع استراتيجية دفاعية مشتركة، وحل مشكلة اللاجئين والنازحين، وعقد مؤتمر حواري، وإعادة لبنان إلى حالته الطبيعيّة كدولة ذات حياد إيجابي ناشط، وفرض هيبة الدولة أمنيا وإداريا، قانونا وعدالة، بعيدا من التدخل السياسي والمذهبي”.

وختم الراعي بالقول: “نحن اليوم نعيد تكريس لبنان لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر، هذا ما نلتمسه من قلب يسوع، وقلب مريم، في هذا التكريس، تمجيدا للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

مقالات ذات صلة