لافروف يصل إلى سوريا في زيارة رسمية يلتقي خلالها الأسد
بات مشاعا في لبنان استغلال الازمات وكأنه بحكم سلوك سياسي معين من طبقة حاكمة مستهترة تلجأ إلى التوظيف في سبيل التهرّب من المسؤولية، ولعل القلق على الوضع الأمني لا يدخل ضمن إطار مظاهر الفلتان المتفشي كرقعة زيت بقدرتوظيف سياسي ما في الملف الامني.
يكفي التمعن قليلا في دلالات الاحداث الأمنية الخطيرة عشية وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، حيث من المتعارف عليه انتفاء عامل الصدفة في هذا المجال، و ثمة حالة عامة من الارتياب، خصوصا بعد وقوع حادثة كفتون حيث اماط الجيش اللبناني اللثام عن منفذيها بصفته خلية تابعة لـ”داعش” التنظيم الإرهابي الأخطر.
في هذا الصدد، يمكن الربط بين كفتون وخلدة من باب وحدة الهدف وتشابه الاحداث مع اختلاف الظروف، خصوصا في ظل التحذيرات الجدية من وقوع أحداث خطيرة واغتيالات تسعى إلى دفع لبنان إلى حرب أهلية مصغْرة تعيد شبح التقسيم والفرز المناطقي و المذهبي.
إذاً ليس من قبيل المصادفة، سقوط ضحايا وسط ظروف غامضة ما يدل على يد خفية تعبث بالامن وتسعى خلف الفتنة، خصوصا في ظل عدم استبعاد فرضية مخطط جهنمي وراء حادثة كفتون عبر محاولة اغتيال النائب نديم الجميل في منطقة تُعرف بكونها بيئة حاضنة للحزب السوري القومي الاجتماعي.
كذلك الأمر في خلدة ، فهل من الطبيعي أن يقع الاشتباك بين عشائر العرب ومحسوبين على “حزب الله” ويتفلت السلاح في ظرف بالغ الخطورة. فالقاصي والداني يعلم أن المنطقة المذكورة تعتبر الشريان الحيوي صوب الجنوب وسبق لـ”حزب الله” أن تشدد كثيرا تجاه عدم اقفالها مهما كلف الأمر.
و ما بين الحادثتين، توقفت أوساط سياسية عند الدلالات الخطيرة لمعلومات صحافية تتعلق بتحذيرأمني تبلغه مرجع روحي كبير تضمن ضرورة تجنب الظهور في الشارع و الجولات الميدانية.
كل ذلك يفضي إلى قلق مشروع ما يستدعي من الأطراف المعنية عدم التلهي بالقضايا الفئوية، الا اذا كان هناك من يعبث بالامن من أجل التوظيف السياسي، خصوصا في ظل مؤشرات إقليمية بالغة الخطورة عن سعي لتفجير الوضع ورمي كيان لبنان في هوة سحيقة من الفلتان الشامل.
lebanon24