كتب طوني كرم في “نداء الوطن”:
وسط أجواء ديمقراطية لم تخلُ من رداءة التنظيم، فاز الدكتور يوسف بخاش بمنصب نقيب للأطباء في بيروت، والدكتور محمد صافي من لائحة «النقابة للجميع» في طرابلس.
رغم الأهمية الملقاة على الإنتخابات في تجديد كامل أعضاء المجلس وإنتخاب النقيب في بيروت، برز لافتاً التدني غير المسبوق في نسبة المشاركة تحديداً مع إقتراع ما يقارب 2417 طبيباً من بين 9255 استوفوا شروط المشاركة.
أما في طرابلس، فقد شارك 486 طبيباً من أصل 1163 في إنتخاب 3 أعضاء جدد لعضوية المجلس خلال الجولة الأولى، قبل أن تسفر المرحلة الثانية عن فوز الدكتور محمد صافي من لائحة «النقابة للجميع» بفارق 6 أصوات (نال 216 صوتاً) على منافسه الدكتور وسيم درويش من لائحة «نقابيون للتغيير» الذي حصل على 210 أصوات.
وخلال النهار الإنتخابي الطويل، برز جلياً إعتراض عدد كبير من الأطباء على الإجراءات التنظيمية المتبعة في بيروت والتي أدت إلى بعض الإشكالات العرضيّة خلال الجولة الأولى، والتي أسفرت عن فوز غالبية أعضاء لائحة «نقابتي حصانتي» المدعومة من «حزب الله» وحركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» برئاسة الدكتور يوسف بخاش بنيله 1046 صوتاً، ليشكّل الخرق، الذي حققته الدكتورة غنوة الدقدوقي من لائحة «نقابيون مستقلون للتغيير – النقيب أولاً»، مفارقة بحصولها على المرتبة الأولى مع 1190 صوتاً وحصول رئيس اللائحة الدكتور برنار جرباقة على 608 أصوات ليكون أول الخاسرين. في حين سجل الخرق الأخير للمرشح لمنصب النقيب من ضمن لائحة «النقابة تنتفض» الدكتور جورج الهبر الذي نال 681 صوتاً في الدورة الأولى.
الخرق الذي حققه الهبر والدقدوقي منفردين لم يحدّ من إندفاعهما للترشح إلى منصب النقيب، لتسفر الدورة الثانية التي إستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل إلى فوز الدكتور يوسف بخاش بمنصب نقيب أطباء لبنان في بيروت بنيله 750 صوتاً.
وخلال النهار الإنتخابي، شكرت الدكتورة غنوة الدقدوقي الأطباء الذين منحوها ثقتهم والتي تخطت تحالفات اللائحة التي خاضت الإنتخابات من ضمنها. لتسجل إعتراضها على «رداءة التنظيم الذي كان من المفترض أن يكون بما يليق بالأطباء ومكانتهم».
أما الدكتور جورج الهبر، فاعتبر أن الطابع السياسي الحزبي طغى على الإنتخابات بعيداً عن البرامج والمطالب التي تصب في خانة الأطباء. وتوقف أيضاً عند «التنظيم العاطل والمعاملة السيئة التي تعاملت بها الجهة المنظمة مع الأطباء»، ليشدد على أنّ «الأساس يبقى في محاربة الفساد وتعزيز الشفافية والديمقراطية في نقابة الأطباء».
وفي السياق، أوضح الدكتور يوسف بخاش أن تدني مستوى المشاركة سببه هجرة الأطباء وغلاء المعيشة. وخلافاً للإعتراض على التنظيم، رأى أن العملية تجري بأجواء ديمقراطية. ورغم تأسفه للطابع السياسي الذي برز في التحالفات، رأى أن تركيبة المجتمع فرضت على لائحة «نقابتي حصانتي» القيام بتحالف سياسي واضح يخولها الفوز، مشدداً على أن «الإنتصار لا يمكن أن يكون سياسياً في النقابة بقدر ما هو إنتصار لمجلس نقابي يضع في سلّم أولوياته الإهتمام بجميع الأطباء وحصانتهم المالية، بما يضمن الإستمرار في تأدية رسالتهم الإنسانيّة في لبنان».