لبنان

أين أصبح هذا المشروع الذي أطلقه عون؟

جاء في “المركزية”:

أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار. مشروع حمل لواءه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ انطلاق عهده ونقله إلى الأمم المتحدة لتحويل لبنان، باعتباره الوطن الرسالة والمثال الأفضل لتعايش الأديان، مقرا لهذه الأكاديمية الهادفة أولا إلى تكريس ثقافة حوار الحضارات.

وعلى رغم كونه مشروعا من المفترض أن يجمع عليه اللبنانيون عاد وتأخر لأسباب كثيرة أولها الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومات المتعاقبة وثورة 17 تشرين، إلى أن غرق تماما في غياهب النسيان، لأن الأولويات الكبرى اليوم في مكان آخر.
إلا أن مصادر مطلعة اعتبرت عبر “المركزية” أن الزمن الذي نعيش راهنا يعد فرصة كبيرة للبنان لإعادة طرح هذا المشروع على بساط البحث الجدي. ذلك أن المصادر أشارت إلى أن رئيس الجمهورية، أو الدائرين في فلكه، لن يجدوا توقيتا أفضل من هذا الذي تطرح فيه شعارات كبيرة من نوع الدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية، ليقدم نفسه بلادا قادرة على احتضان حوار الحضارات والثقافات وهي التي يتعايش على أرضها أناس من 18 طائفة مختلفة، من دون أي صراعات ذات طابع إثني أو طائفي تذكر، ما خلا بعض الحوادث الناتجة من تفاعل لبنان بشكل مباشر مع محيطه اللاهب.
وفي السياق عينه، لفتت المصادر إلى أن ما يمكن تسميته “التوقيت السياسي المحلي” ليس الوحيد الذي يناسب لبنان لاقتناص هذه الفرصة. بدليل أن جريمة ذبح أستاذ التاريخ والجغرافيا الفرنسي سامويل باتي قبل أسبوعين، على خلفية الرسوم المسيئة إلى النبي محمد، معطوفة على الجريمة المروعة التي هزت مدينة نيس الفرنسية الخميس الفائت، وتوقيف شخص هدد المارة بالسكين، أعادت إلى الضوء إشكالية التعايش بين الأديان والحضارات في القارة العجوز، حاملة لواء قيم الحرية والانسانية واحترام الآخر في دينه وثقافته ونمط عيشه، وهي إشكالية لا تقتصر على أوروبا وحدها. ذلك أن بينما سارع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الرد على جريمة باتي بالقول إننا لن نتراجع”، مشددا أمس على أن بلاده متمسكة بقيمها، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر رئيسة وزراء أوستراليا وهي تدعو، بلهجة قاسية اللاجئين، إلى احترام شعوب الدول التي يلجأون إليها وقوانيها وسلمها، وقالت من دون مواربة: “احترمونا أو ارحلوا”.
في المقابل، رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي عز التوتر مع فرنسا حول الأزمة في شرق المتوسط سقف المواجهة مع باريس، داعيا إلى مقاطعة فرنسا. فما كان من بعض النواب الأتراك إلا أن دعوه إلى الاقدام على إقفال فروع شركات تصنيع السيارات الفرنسية في تركيا، التي تشتهر سيدتها الأولى بحقائب يدها الفرنسية الصنع…
على أي حال، تختم المصادر، كل هذه الأمثلة إلى تصاعد دخان التوتر الطائفي بين الأديان، في عز ما يفترض أنها الحرب الضروس على التطرف، تأتي لتؤكد الحاجة الملحة إلى أن يلعب لبنان دوره كرسالة تعايش بين الشعوب، ومركزا لحوار الثقافات، اليوم أكثر من أي وقت مضى.

mtv

مقالات ذات صلة