تعليمات صارمة لضمان أمن الانتخابات
جاء في “نداء الوطن”:
لم يتأخر الجيش في إعداد العدّة والعديد لليوم الانتخابي يوم غدٍ الاحد، وقد استبقه بوضع خطة محكمة مقرونة بإجراءات استباقية في غير منطقة، نظراً لحساسية الموقف الناتج عن تحديات مرتبطة بالواقع الاقتصادي والمعيشي وصولاً الى السياسي.
وبدءاً من اليوم، تم استنفار كل الوية الجيش وافواجه ووحداته بنسبة مئة بالمئة، وسيباشر بأوسع عملية انتشار على عموم الاراضي اللبنانية، لتأمين الاوتوسترادات الدولية والطرقات العامة ومراكز وأقلام الاقتراع والفرز، اذ سيكون الانتشار في كل مدينة وبلدة وقرية، من الدائرة الكبرى الى المتوسطة الى الصغرى وصولاً الى المحيط الملاصق لأقلام الاقتراع، على ان يعهد الى قوى الامن الداخلي التواجد داخل الاقلام، ولذلك تم تعزيز هذه القوى بوحدات اضافية تم سحبها من السجون ومحيطها وتم ملء الفراغ من قبل الامن العام اللبناني، بينما تتولى مديرية أمن الدولة متابعة العملية الانتخابية عملانياً لمكافحة ومنع كل محاولات التأثير على الناخب بالمال والترغيب او الترهيب مع تأمين استمرار تزويد مراكز الاقتراع والفرز بالكهرباء.
تعليمات قائد الجيش العماد جوزاف عون صارمة، ممنوع التدخل او الانحياز او التخلف عن القيام بواجب حفظ سلامة أمن العملية الانتخابية، وكل من يتخلف ضابطاً كان ام عسكرياً عن هذا الواجب الوطني الكبير سيكون مصيره الطرد، فالامر لا يحتمل اي تلكؤ او تراخٍ كون المهمة صعبة انما «المؤسسة العسكرية قدها وقدود».
الجيش يتحرك كخلية واحدة، وبالاضافة الى تأمين سلامة العملية الانتخابية سيقوم بتوفير المحروقات والتغذية، وهناك شبكة من غرف العمليات تبدأ من القضاء الى المحافظة على ان تصب كل المعطيات في غرفة العمليات المركزية، بحيث ستكون الجهوزية عالية لاتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة عند وقوع اي حادث ووأده في مهده.
وايضاً العمل الاستباقي لم يتوقف، وكثير من الامور تمت معالجتها بصمت، خصوصاً بعدما توفرت معلومات عن سعي جهات تم تحديدها لاستثمار غضب عائلات ضحايا مركب الموت ودفع أموال لهم للقيام بتحركات ولإثارة إشكالات مسلحة يوم الإنتخاب كأن يتوجهوا نهار غد الاحد لإقامة صلاة الغائب في الميناء امام شاطئ البحر على الكورنيش، واطلاق النار كما يحدث في التشييع، ثم التعدي على اقلام الاقتراع في محلة القبة.
كل هذه المعلومات تتم متابعتها ومعالجتها استباقياً وقد اتخذت الاجراءات الاستباقية الرادعة لمنع تحول اي حادث مشكلة كبيرة خارجة عن السيطرة، والامور تتابع ميدانيا عبر اجراءات محكمة وايضاً عبر اتصالات تأخذ طابع التحذير العالي السقف، لان لا تهاون مع اي محاولة لتعطيل الانتخابات في اي منطقة وحتى في اي قلم اقتراع.
كل التقديرات تقول ان الانتخابات ستنجز بسلامة، انما بجهد استثنائي من الجيش الذي أُلقيت عليه، كما العادة، كل الاعباء بعدما صارحت الاجهزة الاخرى القيادات السياسية في اجتماع المجلس الاعلى الاخير انها تعاني نقصاً كبيراً في الامكانات وعدم قدرة على تحريك القوى لديها.
وكما العادة، سيكون الانجاز للجيش الذي بامكانه ان يقول في اليوم التالي «لقد اتممت العملية الانتخابية بنجاح»، الا اننا اعتدنا ان يخرج السياسيون ليقولوا هذا الكلام وينسبوا الانجاز اليهم.