… ومتى قيامة لبنان؟
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
قد يبدو عنوان هذا المقال مكرراً الى حدّ “البياخة”. وقد تبدو هذه السطور Déjà Vu، عشرات المرات وأكثر، تستحضر عند كل مناسبة وفي كل عيد. نحاول من خلالها فتح نافذة على الأمل، والتحسّر على الحاضر، والبكاء على الماضي.
ولكنها في الواقع كلمات تولد من جديد، وتكتسب ابعاداً “طازجة” عاماً بعد عام. لأنّنا نعيش المآسي، وإن تبدّلت أشكالها وأسبابها.
فإما لأن اللبنانيين لا يتعلّمون من تجاربهم، أم لأن لعنة هذا الوطن، أن يستمر في العيش على فوهة بركان، تمزقه الأحداث وتعيده خطوات الى الوراء، كلّما تقدّم خطوة.
متى قيامة لبنان؟ سؤال طرح ألف مرة، ونطرحه اليوم، وننقله للأجيال الجديدة. نردده، وعند كل محطة، نتحسّر على ما فاتنا، ونقول “رزق الله ع هيديك الإيام”… تلك الأيام نفسها التي كنا نرى فيها صعوبات وتحديات، وسرقة للأحلام.
هل سنبقى في هذه الدوامة؟ يقول أنشتاين “الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة”. فكم نحن أغبياء فعلا. إذ نكرر أخطاء ضرب المؤسسات، والاستقواء على بعضنا، والاستفادة من الفساد، وتأليه الفاسدين، والتشاطر على القانون، وإيصال من لا يستحق الى سدة المسؤولية، وتقديم “الأغبياء على الفهمانين”… وننتظر في الوقت نفسه أن “يجلس ذنب الكلب” و”نقوّم المقتاية”، بينما المطلوب تقويم الإعوجاج في تفكيرنا وتعاطينا مع بعضنا، وحسن اختيارنا واقتراعنا…
لتبدأ مسيرة الألف ميل، لاستعادة الدولة، وثقة المواطنين فيها… لتكون قيامة لبنان، ولا يأتي العام المقبل لنكرر السؤال “البايخ”.