إهتمامٌ أمميّ بانتخابات لبنان… “وكل يوم مفاجأة”!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
أيا كانت خياراتكم أو توجّهاتكم السياسية، لا يمكن الإنكار أن انتخابات 2022 هي مفصليّة ومصيريّة بالنسبة للبنانيين، فنتيجتها ستُعيد توزيعَ المسؤوليات في البلاد، وستكونُ القاعدة التي على أساسها سيُبنى مصيرُ البلاد لـ4 سنوات مقبلة او ربما لـ6 سنوات بما أن المجلسَ المرتقب سينتخبُ رئيسًا جديدًا للجمهورية.
الحماسُ المحيطُ بأجواءِ الانتخابات داخليّا يبدو أنه يتمدّد ليشملَ دولا عدة تنظرُ باهتمامٍ بالغ لنتائج الاستحقاق الذي يعقُبُ حقبةً سوداءَ رُمي فيها اللبنانيون رغمًا عنهم، والأممُ المتحدة كذلك التي لم تنكفئ يومًا عن كلّ ما يتعلّقُ بالشأن اللبناني، ها هي تبرهنُ اليوم عن اهتمامٍ جدّي بما يحيطُ باللبنانيين من أخطار، من خلال متابعتها الدقيقة لكلّ ما له علاقة بالانتخابات النيابية، ونعني به خصوصا العملَ اللافت التي تقوم به المنسقة الخاصة بالامم المتحدة في لبنان يونّا فرونتسكا.
ففيما تئنّ الغالبية الساحقة من اللبنانيين في أفظعِ انهيارٍ خلّفهُ الفاسدون في لبنان، تتابعُ فرونتسكا عن كثبٍ تفاصيلَ المعاناة اللبنانية وتتابع باهتمامٍ بالغ مختلف التفاصيل المتعلقة بالانتخابات وكلّ ما يمكن أن تساعدَ الامم المتحدة بتقديمه لتسهيل سيرِ العملية الديمقراطية، من خبراتٍ متعدّدة في المجال، وصولا إلى أبسطِ الحاجات واللوازم ، كالحبر مثلا.
دعت فرونتسكا بالأمس عددا من الصحافيين إلى لقاء معها، لم تكن الغايةُ منه استصراحها، بل ما أرادته كان فقط الاستماع، واستمزاج الآراء المتعلقة بالهواجس المرتبطة بالانتخابات وكيفية العمل على تطويرِ العمليّة، من دون أن تخفيَ القلق إزاء هذا الاستحقاق “ففي كلّ يوم هناك مفاجآت جديدة نسمعها”، وفق قولها.
نسألها عن إمكانِ أن يتمّ نقل صناديق اقتراع المغتربين من دول الانتشار حتى يتمّ فرزها في لبنان، تحت إشراف الأمم المتحدة، خوفا من أي تلاعبٍ قد يحصل أو اختفاءِ صناديق كما حصل في انتخابات 2018، فتردّ بأن ذلكَ ليس من ضمن صلاحيات الامم المتحدة، فعملُها ينحصرُ بالإشراف على الانتخابات في موقعها، وتسجيلِ مختلف التفاصيل، “وفي كلّ بلدان العالم التي نشرف فيها على الانتخابات نكون على ثقة بأنه لن يحصل تلاعب أو غشّ، وهي مسألة ثقة وأخلاق”.
إشراكُ المرأة أكثر في الحياة السياسيّة اللبنانية استحوذَ على حيّزٍ كبير من اللقاء مع فرونتسكا، خصوصا أن لبنان يُعتبرُ دولةً فاعلة وناشطة في الامم المتحدة، يشارك في كل اجتماعاتها وميثاقها الذي يشير إلى المساواة بين الجنسين، وهي أعربت عن استغرابها لرفض الكوتا النسائية في لبنان حتى تكون بداية لتحقيق المساواة المنشودة، علما أن هذه الكوتا موجودة في الكثير من الدول العربية التي تُعتبر متحفّظةً أكثر من لبنان، وفق قولها.
الاهتمامُ الأممي بلبنان وبالانتخابات خصوصا، يشيع أجواء مريحة في ظلّ سوداوية المشهد في لبنان، على أمل أن لا تطيح مفاجأة ما، من التي أشارت إليها فرونتسكا، بالاستحقاق، حتى لا ينطفئ النورُ الاخير الذي ينتظره اللبنانيون المحتجزون في ظُلمة النفق.