“نخوض مواجهة كبيرة”… جعجع: يعيشون على كوكب آخر!
أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أننا “في اللحظة التي نفقد فيها روح المقاومة نخسر كل شيء، ولو لم تكن هذه الروح موجودة في آبائنا وأجدادنا وأسلافنا وكل الأجيال التي سبقتنا وفي الأجيال اللاحقة لا يمكن أن نبقى في هذه البلاد”.
ولفت جعجع إلى أننا “نخوض هذه الإنتخابات اليوم انطلاقاً من هذه الروح والإرادة، فأنتم أكثر من يعرفني على الصعيد الشخصي كما تعرفون جيداً نوابكم النائب ستريدا جعجع والنائب جوزيف اسحق، لذا كونوا واثقين تماماً من أن المسألة بالنسبة لنا ليست مرتبطة بنائب من هنا أو نائب آخر من هناك، فعدد النواب مهم لغرضيته في المعركة الكبرى التي نخوضها على مساحة الوطن من أجل كسب الأكثريّة وليس أبداً لأهميّة المقاعد النيابيّة بحد ذاتها”.
واستطرد جعجع: “نحن كحزب “القوّات اللبنانيّة” اليوم نشكّل أكثر من أي يوم مضى ضرورة لجميع اللبنانيين في لبنان، فالجميع يرى الوضعيّة التي نقبع فيها اليوم ونحن كحزب أكثر من يمكن أن يعوّل عليه من أجل قيادة المشروع الإنقاذي على صعيد الوطن من أجل إخراج البلاد من كبوتها وبالتالي إخراج الشعب من جهنّم التي رمونا فيها”.
كلام جعجع جاء خلال اجتماع لمنخّبي مدينة بشري، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: المرشّحة عن المقعد الماروني في القضاء النائب ستريدا طوق جعجع، المرشح عن المقعد الماروني في القضاء النائب جوزيف اسحق، رئيس مركز “القوّات” في المدينة رينيه النجار، عدد من أعضاء هيئة المكتب والماكينة الإنتخابيّة.
وشدد جعجع على ان “من يعوّلون على أي مساعدة خارجيّة من أجل إنقاذ البلاد مخطئون تماماً، والمثال الأبرز في هذا المجال اليوم هو ما يحصل في أوكرانيا التي تقع في أوروبا إلا أنه لم يهرع أي طرف للقتال عن أهلها وإنما العكس فقد قاتل أهلها لوحدهم دفاعاً عن أرضهم وبلادهم فيما البلدان تساعد بالعتاد واللوجستيات والذخيرة والمساعدات الغذائيّة والأدوية وإلى ما هنالك، والمغزى من القضيّة هو أنهم هم من بادروا للدفاع عن بلادهم ولهذا السبب تقف بعض الدول اليوم لتساعدهم بذلك، لذا إذا لم نقم نحن بالمبادرة من أجل إنقاذ أنفسنا ووطننا لن يأتي إلينا منقذ من السماء ولن يقوم أحد بهذه المهمّة عوضاً عنّا”.
وأوضح جعجع أن “الوضعيّة التي نعيش في ظلها اليوم من الممكن أن تستمر لسنوات عديدة في ظل الطاقم السياسي الموجود اليوم الذي لا يتمتع بحفنة صغيرة من الضمير أو الوجدان أو الوعي، فهم يعيشون على كوكب آخر، وحتى هذه اللحظة وبالرغم من كل ما هو حاصل نرى رئيس الجمهوريّة يطل علينا يومياً بخطابات رنانة ونظريات عن محاربة الفساد بدل من أن يبادر لمحاربته باعتبار أنه على رأس السلطة في البلاد، فالقصر الجمهوري اليوم ليس مكاناً لحل مشاكل اللبنانيين وإنما هو خليّة نحل من أجل التركيبات الإنتخابيّة، ونحن نفهم تماماً أن تنشغل أي شخصيّة سياسيّة بالتحضير للإنتخابات من أجل الوصول إلى سدّة المسؤوليّة بغية تحقيق مشروعها السياسي، كما نحن فاعلون اليوم، ولكن العكس ليس صحيحاً أبداً باعتبار أنه ليس من حقّ من وصّل إلى سدّة المسؤوليّة ألا يقوم بأي عمل مجد سوى التحضير للإنتخابات وكأنه ليس لديه أي مسؤوليات عليه إتمامها خدمة لمصلحة الشعب اللبناني”.
وتوجّه جعجع إلى الحاضرين، منخّبي مدينة بشري، بالقول: “نخوض مواجهة كبيرة جداً على كامل الأراضي اللبنانيّة ويقع على عاتق كل فرد منكم أن يخوض هذه المواجهة أيضاً، فمعركتنا ليست من أجل قضاء بشري أو منطقة دير الأحمر وإنما من أجل إنقاذ لبنان، لذا عليكم أن تتجهزوا وأن تعملوا بكل تفان وتبذلوا كل جهد ممكن كي نخوض معركتنا الإنتخابيّة على أكمل وجه ممكن”.
وتابع: “أنتم كمنخبين في مدينة بشري يجب أن تكون مهمّتهم هي الأسهل من بين كل منخبينا في لبنان باعتبار أن الظروف شاءت أن يكون لنا، منذ العام 2005 حتى الآن، مقعدين نيابيين في قضاء بشري أي كامل نواب القضاء، وأكثر من ذلك لدينا أكثريّة ساحقة من البلديات والمخاتير والهيئات المدنيّة و70% من الصوت في القضاء الأمر الذي كوّن في هذا القضاء فريق عمل متجانس على المستويات كافة وهذا ما ساعدنا لإنجاز كل ما أنجزناه في القضاء باعتبار أن الأجواء خالية من أي مناكفات سياسيّة وهناك تناسق وإستمراريّة في العمل، ويمكنني هنا أن أقول بكل راحة ضمير وموضوعيّة أننا وصلنا إلى شبه “مدينة فاضلة” وهذا بشهادة الجميع، والدليل على ذلك هو أنه وبالرغم من كل ما هو حاصل على صعيد الدولة من إنهيار، إلا أننا تمكنا من تأمين استمرارية عمل المرافق العامة وعلى سبيل المثال لا الحصر: مركز جرف الثلوج في الأرز الذي وبفضل تدخل النائب جعجع تمكنا من تأمين كل المستلزمات له من أجل القيام بواجبه والآن أمنا له ما هو بحاجة له من أجل فتح طريق الأرز – عيناتا، هذا فضلاً عن مشروع مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي، كما أننا ما تمكنا من إنجازه في السياحة في قضاء بشري لم يحصل في أي قضاء آخر في لبنان خصوصاً في ما يتعلّق بمهرجانات الأرز الدوليّة، ناهيكم عن العناية بالطلاب وتأمين المازوت للمدارس والمساعدات المدرسيّة وبيت الطالب الجامعي في الضبيّة، البرك الزراعيّة، التلقيح خلال جائحة كورونا، وترميم الآثارات في الوادي الذي كان مهملاً لسنوات طويلة بالرغم من أنه يحفظ تاريخنا وهو أهم المعالم الأثريّة الطبيعيّة الدينيّة في العالم وإلى ما هنالك من مشاريع وهذا كلّه ليس من صلاحيّة النواب وإنما من مهام الدولة إلا أننا تمكنا من القيام بكل ذلك لأن هناك فريق عمل متجانس في هذا القضاء”.
وشدد جعجع على أن “الأهم من كل المشاريع والعمل هو أن يقوم فريق سياسي بتمثيل أهل القضاء على الصعيد الوطني كما يجب، فإذا ما أردنا تمثيل بشري علينا أن نقوم بذلك على قدر هذه المنطقة ونحن نقوم بذلك على أفضل وجه ممكن”.
وختم جعجع: “عملكم كمنخّبين ليس صعباً جداً باعتبار أن لديكم بين أيديكم كميّة كبيرة من المواد، ويمكنني أن أقول بكل راحة ضمير أن نواب بشري قاموا بواجباتهم على أكمل وجه ممكن وأي شخص يتمتع بالحد الأدنى من الموضوعيّة والضمير والروح العلميّة يجد أي يقترع لصالحهم”.