من هُم أغنياء لبنان الجُدد؟
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
لن يعرض هذا المقال ما تضمّنته آخر لائحة مُحدَّثة من “فوربس” لتصنيف أغنياء العالم ومليارديرات لبنان بشكلٍ خاصّ، فالأغنياء الجُدد في لبنان هم من دون أدنى شكّ الأكثر استفادةمن الأزمة الاقتصاديّة والمالية الرّاهنة، وربمّا الاكثر حظاً من غالبيّة اللبنانيّين، حتّى من أولئك الذين كانوا يتربّعون على عروش المال والأعمال في لبنان.
خلطَ الإعصار الإقتصادي الذي لا يزال يضرب لبنان الحابل بالنّابل، قالباً مُختلف المفاهيم المُتعارف عليها في المُجتمع، فأغنياء لبنان أصبحوا فقراء، وفقراء لبنان زادوا عوزاً وحاجةً، وانحدرت الطبقة الوسطى، وهي الأكبر، الى آخر درجات السُلَّم الإجتماعي، وفي المُقابل، ظَهَرت طبقة جديدة طافت على سطح الأزمة، هي طبقة الأغنياء الجُدد. فَمَن هم هؤلاء؟
يعتبر الخبير الإقتصادي جاسم عجاقة أنّ “الأغنياء الجُدد في الدّاخل ينقسمون الى فئات عدّة، فئة تجّار المواد الغذائية والسّلع الذين حقّقوا أرباحاً طائلة بسبب الأزمة، وفئة الصرّافين الذين استفادوا من لعبة صرف الدّولار، فضلاً عن المهرّبين الذين نشطوا في “مهنة التهريب” عبر الحدود تحت غطاء شرعي أمّن لهم الحماية”، مردفاً، في حديثٍ لموقع mtv، أنّه “يُضاف إلى هؤلاء أيضاً أولئك الذين يحصلون على مداخيل دورية من الخارج بالعملات الصّعبة، بالإضافة إلى الذين سحبوا أموالهم من المصارف قبل الأزمة أو في بدايتها، كما يُمكننا أن نعتبر أنّ أصحاب المصانع التي تلبّي الطلب الداخلي على سلعٍ محدّدة في ظلّ ضعف القدرة على الإستيراد، هم أيضاً من الأغنياء الجُدد في لبنان”.
وماذا عن الفقراء الجُدد؟ سألنا عجاقة، فأجاب: “من دون أي إصلاحات من قبل الدّولة، وتحديداً الحكومة، فإنّنا مقبلون على أزمة كبيرة، إذ إنّ الفقر المُقدع سيزيدُ بشكلٍ كبيرٍ، ونعني بهذا المصطلح الأشخاص الذين يعيشون بـ1,9 دولار في اليوم أو أقلّ، ويلامسون الآن الـ40 في المئة وقد تزيد نسبتهم بشكلٍ كبيرٍ إذا بقيت الأزمة مفتوحة”، لافتاً الى أنّه “أمام هذا الواقع، فإنّ الدّولة هي المسؤول الأوّل، وعليها أن تعمل لكي لا نصل الى هذا السيناريو الكارثي”.
“مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائد”، بهذا المَثل يُمكن أن نختصر نتائج الأزمة الإقتصاديّة على الطبقات الإجتماعيّة في لبنان التي اختلطت بطريقة عجيبة غريبة. بعضُ الأثرياء القدامى أصبحوا تماماً كالفقراء، الغالبية العظمى من الشّعب خسرت أموالها ومُستقبلها، الدّولة في غيبوبة، ووحدهم “الأثرياء الجُدد” يعيشون ويصرُفون ويحلُمون…