تحت غطاء “الحريرية السياسية”.. فوضى انتخابية في طرابلس
لم يكن من المتوقع أن يحصل هذا الكم من التشرذم على الساحة السنية بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن الإنتخابات النيابية، حيث ظنّ البعض أن عليه إثبات نفسه من أجل تحقيق الزعامة وأنه سيخلف الرئيس الحريري، فاستقالوا من تيار المستقبل وأعدّوا العدة لخوض الاستحقاق الانتخابي.
حالة من الضياع أصابت الشارع السني مع بروز أسماء المرشحين للانتخابات ولكن الصعوبة تكمن في طرح اللوائح، فكل منهم يتنافس على الزعامة ويريد أن يكون “الريّس”.
وفي طرابلس يشهد الشارع السني حراكاً استثنائياً على مستوى تشكيل اللوائح حيث تفشل المساعي في التوافق بين عدة أطراف عملت على تقديم مرشحين عنها.
وبعد إغلاق باب الترشيحات أسرع البعض في طرابلس إلى إطلاق شعارات التغيير، فحتى الآن يوجد في طرابلس 4 لوائح تشكلت وسط معارك شرسة بين المرشحين ولتحديد طبيعة التحالفات السياسية.
من هذه اللوائح لائحة أعلنها النائب السابق مصطفى علوش باسم “لبنان لنا” وكأنها خلف لتيار المستقبل، حيث ضمت مرشحين عدة وبقي اسم عضو تيار المستقبل المستقيل هيثم مبيض على الهامش، على الرغم من أن الأخير قد سبق وأعلن موافقته على الانضمام إلى هذه اللائحة كنوع من التضامن مع من يمشون على خطا الحريرية السياسية، إلا أنه تفاجأ بانقلاب علوش الذي كان مترددًا في بداية الأمر لخوض الاستحقاق خاصة وأنه قد سبق وأجرى معه مباحثات عدة من أجل ذلك.
مبيض رد على فعل علوش من خلال مؤتمر عبر صفحته على فايسبوك لأنه تم منع وسائل الإعلام من نقل كلمته ربما لأنها منافية لمعتقدات تيار علوش الجديد، ولكن مبيض لم يستطع السكوت أكثر من ذلك وهو يرى أن التحالفات السياسية تتشكل من تحت الطاولة ولكن على الإعلام تظهر وكأنها ستنعش الشارع السني.
كلام مبيض وضح كيف أن علوش تحالف مع اللواء أشرف ريفي المتحالف مع القوات اللبنانية الحليف السابق للمستقبل، ما يعني أن لائحة علوش لم تعد تتماشى مع نهج الحريرية السياسية، مؤكدا أنهم يريدون تحويل طرابلس إلى “معراب” من خلال هذه التحالفات..
إلى الآن لم ترَ طرابلس من تشكيل اللوائح إلا الفوضى التي أدخلت المدينة في أزمة من النزاعات حيث يلفّ كل حليف على حليف آخر لضمان مقعده النيابي تحت مسمى “الحريرية السياسية”.
المصدر : خاص “ليبانون نيوز”