كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
جاهر المسؤولون بنجاح اليوم الانتخابيّ في عام 2018، إلا أنّ “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات” (Lade)، رصدت خروقات ومخالفات بالجملة في غالبيّة المناطق، وفق ما أكّدت منسّقة الإعلام والتّواصل في الجمعيّة سندريلا عازار في حديث لموقع mtv. فقد تلقّت سبعة تقارير خلال اليوم الانتخابيّ، وسجّلت الانتهاكات الآتية:
سرية الاقتراع:
سجّلت LADE في مختلف المناطق مندوبين يرافقون عدداً كبيراً من الناخبين خلف شاشات التّصويت، بحجّة الأميّة أو الإعاقة، وهذا ما يعتبر انتهاكاً واسعاً لسرية الاقتراع، إذا على رئيس القلم أن يتأكّد من أنّ الناخب اختلى بنفسه في المعزل تحت طائلة منعه من الاقتراع، كما يمنع على الناخب إشهار ورقة الاقتراع عند خروجه من المعزل.
الصمت الانتخابي:
تجاهل مرشّحون ووسائل إعلاميّة عدّة الصّمت الانتخابيّ، وهو ما يُعدّ انتهاكاً لقانون الانتخابات. وفي هذا السّياق، أصدرت هيئة الاشراف على الانتخابات بيانات متناقضة. وبينما أعلن رئيس الهيئة آنذاك، أنّ فترة الصّمت تنطبق على المرشّحين وعلى وسائل الاعلام، أصدر سكرتير الهيئة توضيحاً يسمح بتصريحات صحافيّة خلال يوم الاقتراع إذا لم تتضمّن دعوة مباشرة للنّاخبين للتّصويت، وفق عازار.
العنف وفوضى العدّ والعنف ما بعد العدّ:
وثّقت LADE سلسلة من حوادث العنف في مناطق عدّة من لبنان مثل الشّويفات، بنت جبيل، جبيل، وغيرها. كما سادت حال من الفوضى في استلام المغلّفات التي تحتوي على أصوات المغتربين. من جهة أخرى، سجّل إطلاق نار احتفاليّ كثيف في مناطق مختلفة مثل بعلبك – الهرمل، طرابلس، المنية – الضنية، وصيدا – جزين، بعد الانتهاء من فرز الأصوات في المحطات واستئناف العدّ على مستوى اللجان في المناطق، وتأكّد سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
الضّغط على النّاخبين وإمكانيّة وصول ذوي الاحتياجات الخاصة:
عدد من ممثّلي الأجهزة الانتخابية لبعض الأحزاب مع الناخبين إلى مراكز الاقتراع وحثّوهم على التّصويت لهم. ولم تكن معظم المراكز مجهّزة بشكل مناسب لاستقبال الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصّة.
الحبر والشّاشات السّريّة:
حتّى حبر التّصويت كان قابلاً للإزالة بسهولة من إبهام الناخب والناخبة. وفي عدد من مراكز الاقتراع، لم تكن الشّاشات موضوعة بشكل جيّد بما يكفي لضمان سرية الاقتراع.
إغلاق مراكز الاقتراع:
أصدر وزير الداخلية في نهاية يوم الانتخابات عام 2018، قرارًا يقضي بضرورة اعتبار المنطقة المحيطة بالمركز جزءًا منه. وفي هذا السّياق، أكّدت عازار أنّ LADE ترفض هذا الحكم وتعتبره وسيلة لزيادة مدّة الانتخابات في مناطق معيّنة، مشيرةً إلى أنّ تمديد الوقت الذي ظلت فيه مراكز الاقتراع مفتوحة هو انتهاك للمادة 87 من قانون الانتخابات، مما أدى إلى زيادة ضغط الأحزاب على الناس للإدلاء بأصواتهم في اللحظة الأخيرة.
انتخابات المغتربين:
وفي ما يتعلّق بانتخابات المغتربين، فقد شارك لبنانيّو الخارج للمرة الأولى في الانتخابات النيابية عام 2018، وواجهت هذه التّجربة، التي تعدّ الأولى من نوعها العديد من المشاكل والعقبات. وسجّلت الجمعيّة، وفق عازار، انتهاكات عدّة، منها: تعرّض الناخبين لضغوط كبيرة من قبل مندوبي بعض الأحزاب في دول مثل الغابون وأبيدجان وبريطانيا. أما في أستراليا، تسبب تأخير فتح مركز الاقتراع لمدة 45 دقيقة في حدوث فوضى كبيرة. كما سجلت LADE تركيب عوازل لا تضمن سريّة الاقتراع، ووجود بعض الكاميرات بجانبها، ونقص المغلّفات الخاصّة في بعض الدّوائر. كما تمّ تصفير نتائج 479 قلماً من أقلام الاقتراع في الخارج لأسباب لا تزال مجهولة.
كيف نتفادى المخالفات والشوائب؟
تشكّل الثقافة الانتخابية إحدى أهمّ الرّكائز لنجاح العمليّة الانتخابيّة، ممّا يستدعي تكثيف الجهود نحو تعزيزها ونشرها على أوسع نطاق. من هذا المنطلق، عملت LADE على إنتاج الدليل لأكثر من فئة.
وتفيد عازار أنّ من أهم المخالفات الحاصلة هذا العام هي الأعمال الزبائنية التي تُنجز تحت عنوان “الأعمال الخدماتيّة”، والتي تكاثرت بسبب الأزمة الاقتصاديّة التي يرزح تحتها اللبنانيّون.
إذاً، العبرة تكمن بعدم تكرار أخطاء انتخابات عام 2018، كي لا تكون انتخابات عام 2022 عرضةً للطّعن.