لبنانمباشر

نصيحة فرنسية لوزير الصحة.. و”اللي بدّو يزعل يزعل”

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

ينقل وزير الصحة فراس أبيض عن مبعوث فرنسي نصيحة صحية، وكان بالغ الصراحة حين قال له: “لا تتوقعوا منّا دعماً ليكون السوق الدوائي في لبنان بنسبة 80 في المئة منه Brand فيما السوق الفرنسي يعتمد على الدواء الجينيريك”. ويعقّب بالقول: “الأزمة الدوائية في لبنان مزمنة بسبب سياسات مزمنة خاطئة، ففي لبنان لدينا أغلى فاتورة دوائية في العالم تبلغ مرة ونصف مثلاً فاتورة الأردن، البلد الذي يبلغ عدد سكانه ضعف سكان لبنان”، مستطرداً: “في ناس بدها تزعل، بس اللي بدّو يزعل يزعل”.

يحاول وزير الصحة إيجاد حلول لأزمة الدواء، متجهاً لاعتماد سياسة ترشيد الدعم على أدوية الأمراض المزمنة، وذلك عبر سحب أنواع وأصناف من الأدوية المستوردة من لوائح الدعم لصالح دعم بدائلها المصنوعة محلياً. بمعنى أوضح، فإن الدعم سيتوقف بالكامل عن كل دواء مستورد يُصنَع مثيلٌ له محلياً. وأما الأموال التي سيتم توفيرها وتبلغ حوالى مليونين ونصف مليون دولار فستذهب لدعم صناعة الدواء اللبناني وشراء أدوية السرطان.

دخل قرار أبيض حيّز التنفيذ بالتزامن مع إقرار مجلس النواب لقانون دعم الصناعة المحلية للدواء، إلا ان هذا التوجّه يقتضي بدرجة أولى تغيير ثقافة الناس واقناع اللبنانيين بتناول الدواء الجينيريك، وتعزيز الثقة بالصناعة الوطنية وبالدواء اللبناني الذي يؤكد أبيض أنه عالي الجودة ويتم تصديره الى الكثير من الدول في الخليج وأوروبا.
يبدو أبيض متفائلاً، في دردشة مع إعلاميين، بأن الصناعة الوطنية التي تغطي اليوم 60 في المئة من حاجة السوق المحلية، ستكون قادرة بعد دعمها على تأمين التغطية بنسبة 100 في المئة، معلناً أن الدعم سيكون على المواد الأولية بنسبة 85 في المئة.

ولكن هل من ضمانات لاستمرار هذا الدعم في ظل الأزمة الكبيرة التي يمرّ بها البلد والتقنين القاسي الذي يمارسه مصرف لبنان؟
يؤكد أبيض أنه زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتلقّى وعداً منهم بأن الدعم للقطاع الصحي مستمر ولن يتوقف ولن يُخفّض.
وبعيداً عن القرارات الرسمية والوعود، فإن ما يهم اللبنانيين أن يطلبوا الدواء ويجدوه في الصيدليات، أكان محلياً أو مستورداً. إلا أن أبيض يؤكد توفّر الدواء اللبناني الجينيريك في كل الصيدليات وأن المصانع اللبنانية تعمل على تكبير المحفظة الدوائية وزيادة كميات وأنواع الأدوية المنتجة وطنياً مع البدء بتوجيه الدعم للصناعة المحلية.
يُفهَم من كلام وزير الصحة أن على اللبنانيين أن يكونوا واقعيين وأن يدركوا أن المرحلة السابقة انتهت، فلا رفاهية بعد اليوم. وإذا كانت الأدوية التي تصل الى لبنان في السابق، ومنها أدوية السرطان، من الأكثر تطوراً في العالم، وبعضها كان يدخل السوق اللبنانية حتى قبل بعض الدول الأوروبية، فإن هذا الزمن انتهى وعلى لبنان الاقتداء بدول فقيرة كثيرة ارتضت ألا تواكب الأجيال المتطورة في عالم الطب والدواء.

يحاول أبيض إيصال هذه الرسالة، قائلاً: “نحاول إيجاد حلول ضمن موازنتنا لضمان استمرار تأمين الأدوية”… وبمعنى آخر: “عا قد بساطك مدّ اجريك”.

مقالات ذات صلة