كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
وكأن النّحسَ اتّفق علينا، فأطبقَ علينا من مختلفِ الجهات. لم تبقَ مصيبةٌ إلا وألمّت بنا في السنواتِ والأشهر الاخيرة، بعضُها طبعا من صُنع أيدينا نتيجةَ خياراتنا السيّئة في انتخابات 2018 وثقةٍ وضعناها في المكانِ الخاطئ، إلا أن الكمّ الأكبر من المشكلات جاء نتيجةَ فسادٍ غيرِ معهودٍ، وأزمةٍ عالمية لا بدّ أن نتحمّلَ تبعاتها في لبنان.
ارتفاعُ سعرِ صرفِ الدولار كان السببَ الأساس في ارتفاعِ أسعار المحروقات في الفترةِ الأخيرة، غير أن الحربَ الروسية على اوكرانيا كانت لها تبعات ضخمة على أسعار المحروقات في العالم، وكأن “يلي فينا مش مكفّينا”…
صفيحةُ البنزين لامست الـ500 ألف، فيما تخطّاها المازوت، والغاز على الخُطى نفسها، ما جعلَ التجوّلَ والمشاويرَ خصوصا البعيدة منها، ترفًا في لبنان.
غير أن أسوأ ما نتجَ عن “كارثة” البنزين، هو توجّهُ موظّفين إلى تقديمِ استقالاتهم، بعدما باتَ الراتبُ يساوي ثمنَ البنزين الذي يُصرف لولوجِ مكان العمل.
رانيا تسكنُ في عمشيت، وهي ومن دون تردّدٍ قدّمت استقالتها من عملها قبل يومين، بعدما باتَ الوصولُ إلى الاشرفية، يكلّفها كامل راتبها، وهي لفتت في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنها في الاشهرِ الأخيرة كانت بالكاد تحتفظُ بالقليل مما يتبقّى من راتبها، إلا انها وبعد أن فاقَ سعرُ البنزين المعقول، إضافةً إلى الحديث عن أنه سيستمرُّ بالارتفاعِ فضّلتْ تركَ العمل، حتى تجدَ أي عملٍ قريبٍ من مكان سكنها، حتى ولو لم يكن ضمنَ اختصاصها.
فريد أيضا، فضّلَ تركَ عملهِ البعيد عن منزله مسافة 40 دقيقة، بسبب البنزين كما بسبب ارتفاع سعر أي تصليحاتٍ قد يتكبّدها على سيارته، ويقولُ لموقعنا: “أنوي بيعَ سيارتي لانني لم أعد قادرا على تحمّل تكاليفها، وربما أشتري في ما بعد دراجةً نارية صغيرة عندما أجدُ عملا في مكانٍ قريبٍ من سكني”.
حالُ رانيا وفريد، كحالِ كثرٍ من اللبنانيين الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب نتيجةَ التطورات الدراماتيكية التي مُنينا بها في لبنان، وباتَ الخوفُ مما قد تحملهُ الايامُ المقبلة.
هكذا بات البنزين سببا إضافيا للبطالة في لبنان، وعنصرا يُضاف إلى يوميّات اللبنانيين البائسة.