هوكشتاين حمل مقترحات غير مطمئنة!
كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:
هل طار اقتراح تشكيل لجنة وزارية للإجابة على المقترحات التي حملها الموفد الاميركي الموكل ملف الترسيم آموس هوكشتاين وطار معه ترسيم الحدود البحرية؟ ولماذا رفض الثنائي الشيعي التمثّل في اللجنة التي اقترحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟
بينما كان يجب ان يتم تشكيل اللجنة لعقد اجتماعها الاول امس بمشاركة الوزير السابق سليم جريصاتي والامين العام للخارجية بطرس عساكر وآخرين، تعقدت الامور برفض الثنائي الشيعي المشاركة في اجتماعات اللجنة، وقالت مصادر معنية ان الموضوع لا يزال مثار اخذ ورد في ظل غياب الثنائي الشيعي، خصوصاً وان الرد على المقترحات التي حملها الموفد الاميركي تتطلب اتخاذ قرار وطني كبير يجب ان يتخذ بمشاركة اختصاصيين في القانون والترسيم وعلم البحار، وان المداولات بشأنها لا تزال قيد التشاور بين المسؤولين.
لكن مصادر حكومية تحدثت عن أرجحية التغاضي عن تشكيل مثل هذه اللجنة بعدما امتنع الثنائي الشيعي وقيادة الجيش عن التمثل فيها. وتؤكد مصادر وزارية ان اللجنة لن تبصر النور بعدما فشلت مساعي تشكيلها لرفض الثنائي الشيعي التمثل فيها بينما وافقت قيادة الجيش على المشاركة من خلال مسؤول تقني وطوبوغرافي. وحاول رئيس الجمهورية ثني الثنائي عن موقفه وعرض وجهة نظره بوجوب اشراك كل القوى بغية الوصول الى موقف لبناني موحد يتم ابلاغه للموفد الاميركي. الرد السلبي مع طرح تشكيل اللجنة كان سبباً في التراجع عن تشكيلها. بعض التفسيرات رأت في موقف الثنائي تفضيله بقاء الملف بيد لجنة عسكرية عوض الدخول في بحث المقترح من خلال لجنة وزارية، وعموماً يتم عرض المقترح على مجلس الوزراء بعد ان يكون التفاوض قطع شوطاً وليس ان تتولى لجنة وزارية البحث في مقترح متعلق بالترسيم. مصادر مطلعة على موقف الرئاسة الاولى تقول ان على لبنان الرد على المقترحات التي تسلمها اما سلباً او ايجاباً، بدل ابقاء الملف معلقاً خصوصاً وان الموفد الاميركي يلح في طلب الجواب لإجراء المقتضى.
مصادر مغايرة قالت ان فشل تشكيل اللجنة ليس مرتبطاً برفض الثنائي الشيعي حصراً، حيث ان البحث كان قطع شوطاً في تشكيلها من دون الثنائي الذي لم يستوقفه الموضوع، وانه رفض المشاركة ولم يرفض تشكيل اللجنة، لكن وبعد تسلم مقترحات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ارتأى رئيس الجمهورية بعد التشاور مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية ان الرد على المقترحات يجب ان يكون سياسياً، وفهم المعنيون ان المقترحات التي حملها الموفد الاميركي ووافق عليها الجانب الاسرائيلي ليست مطمئنة ولا يمكن للبنان الشروع في مفاوضات غير مباشرة على اساسها.
بالنسبة لـ»حزب الله» فان الموضوع برمته مرتبط بموقف مبدئي عقائدي يرفض الاعتراف بترسيم الحدود مع كيان لا يعترف بوجوده، وفيما لا يزال يتعاطى رئيس الجمهورية والمعنيون بملف الترسيم ان موقف «حزب الله» لا يزال هو ذاته الذي يقول انه يقف خلف ما تقرره الدولة بهذا الشأن ولم يتبلغ موقفاً مغايراً حتى الساعة، وهو ما ابلغه نائب «حزب الله» في البرلمان الى أحد نواب «تكتل التغيير والاصلاح» في معرض تبريره لكلام رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» محمد رعد، جزمت مصادر مطلعة في معرض ردها على سبب الامتناع عن التمثل في اللجنة الوزارية ان «حزب الله» غير معني ولا علاقة له لا بالترسيم ولا بالمفاوضات. وفي حين تبرر لـ»حزب الله» موقفه لا تجد المصادر الوزارية تفسيراً لرفض حركة «أمل» التمثل، وترجح ان الرفض مرده الى رغبة بري في ايكال الملف الى لجنة عسكرية للبت فيه.
شكلت اللجنة او لم تتشكل فالنتيجة واحدة، عرقلة في ملف المفاوضات، مردها في الاساس الى رفض اي جهة تحمّل تبعات اي جواب على ما حمله آموس وتفضل التريث في بت الموضوع برمته. هو خلاف بين وجهتين واحدة تستعجل استفادة لبنان من ثروته واخرى تتخوف من العواقب والنتيجة ان لا لجنة وزارية قريبة، ولا مفاوضات على نار حامية. فهل تطيير اللجنة الوزارية مؤشر الى تطيير المفاوضات برمتها؟