صدّقوا أو لا تُصدّقوا: هؤلاء نوّاب في أيّار!
كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
أن تقتل ولا تخجل، أن تسرق ولا تشبع، أن يَئنّ من حولك ولا تسمع، أن تسلب الناس حياتهم وتعيش فوق جثثهم، وتعود لتترشّح للنيابة على فتات وطن؟!.. “مش هينة تكون سياسي لبناني”.
مخيفٌ هذا التناقض، مخيفٌ حقًّا! فلماذا تترشّحون؟ وبأيّ وجه؟ ماذا سيكون مشروعكم وقد خبرناه جيّداً؟ ألأجل بيروت والوطن؟
طبعاً، فأنتم تريدون محو ظلام الشوارع بنور وجودكم وحبّكم للبنان الذي دمّرتم كلّ تفصيل فيه. وتريدون بناء المرفأ وتأمين الطبابة والتعليم، كما تريدون تنظيف الشوارع من قمامة عمرها سنين لإبعاد الأمراض عن ناسكم. تريدون ترميم الطرقات كي لا نقع في مستنقعات قذارتكم. ونحن نعلم، نعلم جيّداً أنّ هدفكم الأوحد هو مصلحة الوطن وألا شيء يعلو فوق ذلك. تريدون محاربة الفساد والفاسدين وإنهاء الصفقات وتأمين الكهرباء والمياه وتريدون دولة حديثة وعلمانيّة. تريدون إعادة أموالنا طبعاً وإعادة الاعتبار لليرة. ستعملون من أجل عيشنا الكريم وستكونون خير “ممثّلين”.
بأيّ شعارات ستطلّون علينا ونحن نعرف أنّكم أصحاب خبرة بالكذب؟!
مخيفٌ حقًّا أن يحكمنا “عباقرة مجرمون”. هم مجرمون، بارعون بالتهجير والتدمير والفتن وبالأذيّة والمساومة والاحتيال، ولكنّهم عباقرة، قادرون على إقناع كثيرين بإعادة انتخابهم، ويستحقّون التكريم. كرّموهم بربّكم وأمّنوهم على حياتكم، كرّموهم وأعيدوا انتخابهم كي تهتزّ الكرة الأرضيّة على وقع انفجار جديد في قلب بيروت التي دُفِن السلام في شوارعها.
انتخبوهم بأصواتكم المخنوقة وأرواحكم المكسورة وبدمائكم المهدورة. وأحبّوهم، أحبّوهم كما تُحبّون أولادكم، لا بل أكثر، فمن أحبّ ولده ما ترك مستقبله يضيع. ومجّدوهم كما يُمجَّد الحقّ لأنّهم عملاء الباطل وخاطفو ميزان العدل.