عنزة القضاء!
كتب داني حداد في موقع mtv:
ليس تفصيلاً دخول عنزة الى داخل مبنى قصر العدل في جديدة المتن. وقبلها دخل هرٌّ وجلس على القوس، حيث العدل أساس الملك. كأنّ قصر العدل بات أقرب الى مزرعة.
لا يمرّ يومٌ لا نشهد فيه على ملامح سقوط الدولة، كهيبة وقانون. لم نعثر، على الرغم ممّا قيل وما رُفع من شعارات، على محاولة لإصلاحٍ في إدارة أو وزارة أو مؤسسة عامّة. “كلّو حكي”، وما من إجراءٍ وحيد على أرض الواقع، لا من رئيس الجمهوريّة ولا من رؤساء الحكومات المتعاقبين ولا حتى من الوزراء الذين يتعاملون مع الأمر الواقع، من دون مسعى للتغيير.
يحصل هذا الانهيار كلّه لأنّ القضاء غائب، مقصّر، مشارك، متآمر… وقد نضيف عشرات الصفات الشبيهة، ولا نقول بعض القضاة بل القضاء، لأنّ “اللي مش عاجبو” عليه أن ينتفض ويثور ويعمل على إحداث التغيير الكبير.
وكنّا نأمل من “نادي القضاة” أن يكون نواة الحركة التغييريّة في الجسم القضائي، فانتهى بإصدار البيانات وتنظيم الإضرابات، من دون أن يحدث ذلك كلّه أيّ تغيير.
لن نأمل تغييراً إلا حين تخرج أصواتٌ من القضاء تنتفض ضدّ الزعماء، وضدّ رجال الدين، وضدّ جميع من يتحكّم بالأحكام ويمنع القضاة من ممارسة عملهم. قضاةٌ ينتفضون على واقعهم اليوم، وقد باتت رواتبهم غير كافية لتسديد فاتورة مولد وثمن محروقات. قضاةٌ يرفضون إخفاء الملفات أو إبرازها لتصفية الحسابات والابتزاز، ويرفضون مخالفة زملاء لهم القانون عبر التصريح والتغريد والتسريب. قضاةٌ يطالبون بـ “قبع” رئيس التفتيش القضائي المقصّر والمتخاذل عن القيام بدوره. قضاةٌ يرفضون سلوك زملائهم الذين حوّلوا القضاء في هذه الأيّام الى مهزلة.
نعم، القضاة اليوم، يا قضاة لبنان، مهزلة. ولم يكن ينقصه سوى دخول العنزة الى قصر العدل.
حين يغيب صوت القضاة، لا نسمع إلا الثغاء، وهو صوت الماعز…