عرض التقرير النهائي لنتائج المسح الانشائي للأبنية المتضررة نتيجة انفجار المرفأ
عقد رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت مؤتمرا صحافيا في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في قاعة النقابة، أعلن فيه عن التقرير النهائي لنتائج المسح الانشائي للأبنية المتضررة نتيجة انفجار المرفأ في 4 آب.
وتحدث بداية النقيب تابت فقال: “لقد شكل انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، حدثا مفصليا في تاريخ لبنان وعاصمته بيروت. ففي ذلك المساء من الرابع من شهر آب، توقفت عقارب الساعة عند السادسة وست دقائق، اذ دوى انفجار ضخم في العنبر رقم 12 عادلت قوته طاقة زلزال بقوة أربع درجات على مقياس ريختر. وهز الانفجار كافة أنحاء المدينة فدمرت أحياء بكاملها وأدى الى تهشيم الواجهات الزجاجية للمباني والمنازل وامتدت مفاعيله الى عدد من بلدات المتن وبعبدا وعاليه. وأصابت شظايا الانفجار بصورة مباشرة قلوب جميع اللبنانيين، وراح ضحيته مئات القتلى والوف الجرحى والمنكوبين. وكان من نصيب نقابتنا أن تقدم ستة شهداء ومئات الجرحى من المهندسين”.
أضاف: “منذ اللحظات الأولى للانفجار نزل المهندسون الى الأرض من اجل معاينة الأبنية المتصدعة ومساعدة سكان الأحياء التي أصابها الدمار. وانسجاما مع موقعها الوطني المسؤول تجاه أهلنا وعاصمتنا بيروت، أعلنت نقابة المهندسين خطة طوارئ لمواجهة آثار الفاجعة وقررت إطلاق مسح ميداني لاستكشاف الأضرار في المناطق المنكوبة حرصا على سلامة الأهالي وحفاظ على السلامة العامة”.
وأشار الى أنه “بعد أن تم تكليف النقابة رسميا من قبل محافظ مدينة بيروت أطلقت عملية المسح بالتعاون مع اتحاد المهندسين اللبنانيين وتم تشكيل هيئة تنسيق عقدت اجتماعها الأول في نقابة المهندسين وضمت، بالإضافة الى نقابة المهندسين واتحاد المهندسين اللبنانيين، بلدية بيروت وغرفة الطوارئ الذي أنشأها الجيش اللبناني والهيئة العليا للإغاثة ووزارة الأشغال والمديرية العامة للأثار. وفي 12 أب تم إطلاق الخطة رسميا من نقابة المهندسين عبر مؤتمر صحافي دعت اليه النقابة بحضور محافظ مدينة بيروت ورئيس بلدية بيروت ومدير عام الأثار ومدير عام التنظيم المدني ومدير عام الإسكان وممثل غرفة الطوارئ في الجيش اللبناني وعدد من المسؤولين والشخصيات الرسمية”.
وأضاف: “قامت لجنة السلامة العامة بمؤازرة من لجان النقابة والروابط العلمية بتنظيم الكشف على الأضرار التي تطال هيكل الأبنية وأقسامها المشتركة من غلاف وواجهات وأسطح وثكنات. وتم تشكيل غرفة عمليات لإدارة المسح الذي شارك فيه أكثر من 350 مهندسا متطوعا من نقابتي بيروت وطرابلس أتوا من كافة المناطق اللبنانية. وقامت النقابة بإصدار تقارير أسبوعية تضمنت تقدم المسح والخرائط التي تظهر حالة الأبنية والأضرار التي تهدد السلامة العامة وتطرقت الى وضع الأبنية التراثية بالتنسيق مع مديرية الأثار.وقد أصاب الانفجار معظم هذه المباني ذات الطابع التراثي المشادة من الجدران المبنية من الحجر الرملي مسقوفة بثكنات خشبية وطابق قرميد وأسقف خشبية من البغدادي المطلي بالجفصين المزخرف. وهناك أكثر من 100 من هذه المباني معرضة للانهيار”.
وأشار الى انه “تم توسيع لجنة السلامة العامة لتضم مهندسين انشائيين أخصائيين ودكاترة جامعات وانبثق عنها لجنة مختصة بدراسة أوضاع الأبنية التي تشكل خطرا على السلامة العامة وكيفية تدعيمها. وسلمت نتائج المسح لبلدية بيروت ولغرفة الطوارئ في الجيش اللبناني مرفقة بالتوصيات التقنية المتعلقة بالمباني التي تحتاج الى تدعيم كلي أو جزئي وتلك التي ينبغي اخلاءها أو عزلها حفاظا على السلامة العامة”.
وأوضح انه “اعتمدت نتائج المسح التي قامت به النقابة واتحاد المهندسين اللبنانيين في كافة التقارير الدولية الصادرة عن الحكومة اللبنانية والبنك الدولي وهيئات الأمم المتحدة لتقييم حجم الاضرار في المنطقة المنكوبة، وأصبحت تقارير النقابة بمثابة تقارير رسمية.”
وختم بالقول: “يشرفنا اليوم أن نتقدم بالتقرير النهائي الذي يعرض بالتفصيل نتائج المسح والذي غطى مساحة حوالي 3 كلم مربع في مناطق الكرنتينا والمدور والمسلخ والبدوي والرميل ومار ميخايل والجعيتاوي والسراسقة ومار نقولا والجميزة والصيفي والمرفأ وشمل 3000 عقار تضم 2500 مبنى”.
ثم عرض مقرر لجنة السلامة العامة المهندس علي حناوي تفاصيل التقرير النهائي وشرح خطة العمل المجموعات التي أنجزت هذا التقرير وعرض لاصدار 3 تقارير سابقة قبل التقرير النهائي.
وتطرق حناوي الى محتويات التقرير والتي بينت على الخرائط وبالارقام ما شمله التقرير من اعداد للعقارات والمباني التي شملها المسح والتي غت 3040 عقارا تحوي على 2509 مبان، ومساحة اجمالية للمنطقة المغطاة في عملية المسح بلغت مليونان و843 ألف متر مربع شملت مناطق من الصيفي والمرفأ والرميل والمدور. وقد بينت الخرائط المساحات المبنية والمساحات المبنية والمساحات الخالية في المنطقة كما أظهرت الخرائط توزيع المباني التراثية وذات الطابع التراثي في كامل بيروت والتي فاق عددها 810 مبان كما ظهرت على الخرائط.
أضاف: “كما بينت الخرائط ان النسبة الكبيرة من المباني التراثية محصورة في منطقة المسح والمنطقة المحيطة بها. وبينت الخرائط المباني المتضررة والمتصدعة والقابلة للانهيار واعدادها”.
ولفت حناوي الى نوعية الاضرار الموجودة في المباني من الناحية الانشائية ومستوياتها بين الخطورة العالية والخطورة المتوسطة واللا خطورة. وتبين الخرائط مدى تأثير الانفجار على المباني بشكل عام.
لقد احتوى التقرير تفاصيل متعددة على مستوى إحصاءات الأبنية المتضررة ونوعية اضرارها من الناحية الانشائية.
وخلص حناوي الى ان التقرير اضاء على حجم الدمار في المناطقة المستهدفة بالمسح،
2- يبين التقرير الاضرار الانشائية الكبيرة التي لحقت في المباني التراثية المبنية من الحجر الرملي والاخشاب والاسطح الخشبية واسطح القرميد.
3- المباني من الخرسانة المسلحة سواء الجديدة او القديمة والمتوسطة لم تتأثر كثيرا منم الناحية الانشائية.
4- المباني الحديثة لم تتأثر من الناحية الانشائية للانفجار.
5- كل الأبنية سواء قديمة او جديدة وبغض النظر عن طابعها تأثرت بشكل كبير في واجهاتها وغلافها الخارجي مهما كانت المواد مستخدمة وذلك بحسب بعدها عن مركز الانفجار.
6- الاضرار غير الانشائية كبيرة في كل المباني الذي استهدفها الكشف ولم تكن من ضمن الاحصائيات.
7- ان الاضرار التي حصلت ليست بفعل انفجار عادي ولكن الاضرار طرحت الحديث عن إعادة النظر في بعض المواد المستخدمة في غلاف الأبنية ومواصفاتها ومدى ملاءمتها لاماكن استخدمها.
8- طرح الانفجار علامات استفهام كبرى حول جهوزية الأجهزة والإدارات بكل مكوناتها في مواجهة مثل هذه الكوارث، وهذا ما يتأكد كل يوم.
9- انه لغاية تاريخه لا تزال اعمال التدعيم والترميم خجولة ولا تتناسب مع الكارثة التي حصلت.
وقدم الدكتور تمساح دراسة بحثية مفصلة حول قوة الانفجار، مبينا بخلاصتها عن ان المواد المنفجرة لا تتجاوز 19% من القيمة المعلنة أي ما يوازي 535 طنا من المواد نيترام الامونيوم.
المصدر: الوكالة الوطنية