انتخابات ٢٠٢٢ وفرصة “الحزب” باستعادة هذا المقعد
كتبت ديمة حسين صلح في موقع mtv:
تسود منطقة بعلبك الهرمل حالة من البرودة الانتخابية، كما الطقس البارد، في مسألة الاستعدادات والتحضيرات للانتخابات النيابية في ايار القادم.
رغم الضجيج الاعلامي والمراهنة المبالغ فيها عن حجم التغييرات الذي ستنتجها العملية الانتخابية سيّما وان توازن القوة بين تحالف قوى ٨ آذار وبين المعارضين (مجموعات الحراك) والمعترضين (القوات اللبنانيّة وتيار المستقبل..) مختلة بسبب طبيعة الاختلال في التوازن الطائفي والمذهبي، وضعف القوى المستقلة.
ويأتي في مقدمة قوى ٨ اذار حزب الله وما يمثله في طائفته، إضافة إلى عناصر القوة الأخرى التي يمتلكها كالمال والكادر البشري والماكينة الانتخابية والخبرة المكتسبة في إدارة العملية الانتخابية على الصعيدين البلدي والنيابي.
ان الثنائي الشيعي والأحزاب الحليفة: الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب البعث العربي السوري وجمعية المشاريع الخيرية الإسلاميّة يكوّنون حلفا قويا في المنطقة، وبحكم ان حزب الله هو الفريق الرئيسي في هذا الحلف و يسلّم بذلك حلفاؤه، يبقى صاحب القرار النهائي في تشكيل اللائحة والتعامل مع حلفائه بطريقة إيجابية.
بالرغم من وجود بعض التباينات التي تظهر خلال الحسم بأسماء المرشحين المحسوبين على كل فريق من اعضاء الحلف (٨ آذار) وبشكل خاص موضوع تمثيل التيار الوطني الحر الذي يواجه اعتراضات من قبل الحزب القومي الذي يتمسك بتمثيله بمرشح حزبي كاثوليكي، وحركة امل التي ترفض تمثيل “الوطني الحر” في المنطقة.
على المقلب الاخر، يظهر التباين بوضوح بين القوى الاعتراضية التي تتمثل بالقوات اللبنانية وتيار المستقبل والمستقلين وقوى المعارضة المتمثلة بمجموعات الحراك، ويتبين عجزها حتى الساعة عن الوصول إلى تفاهمات حول المعركة الانتخابية وعدم قدرتها على رصّ صفوفها وتوحيد رؤيتها، مما سيؤثر سلباً على مسار المعركة الانتخابية ونتائجها.
ولا تزال هذه القوى في مرحلة ما قبل البحث عن التحالفات والخطاب السياسي والماكينة الانتخابية، باستثناء القوات اللبنانية التي تتحضر وكأن المعركة واقعة غدا، وقد باشرت بالاتصالات مع شخصيات مستقلة لتكون معها في اللائحة، بينما حليفها السابق لم يحسم امره بشأن الانتخابات حتى الآن بسبب غياب الرئيس سعد الحريري في الخارج، ما جعل كوادره في حالة انتظارية.
وفي حال استمر تيار المستقبل بهذا الموقف سيضع القوات اللبنانية امام خيار خوض المعركة بلائحة تشكل من مستقلين وبعض الاطراف التي لا تتمتع بشعبية معينة و ثقل انتخابي.
اما مجموعات الحراك فما تزال في مرحلة النقاش والسعي الى ترشيح بعض المستقلين مع تطبيق شعار “كلّن يعني كلّن”، من دون الاخذ بالاعتبار قوة الخصم سياسيا وشعبيا وماديا، وبذلك يتم اضعاف قوى المعارضة الداعية الى التغيير وتصبح معركتها ذات طابع اعلامي غير تغييري وتصبح امكانية خرق لائحة ٨ اذار صعبة الا في حال حصول مرشح القوات اللبنانية على الحاصل الذي يقع بين ١٨ ألفاً الى ٢٠ الف صوت، وبذلك يستعيد حزب الله المقعد السني الثاني الذي خسره في الانتخابات السابقة.
ان معركة التغيير المنشودة التي تسعى اليها وتعمل من اجلها كل قوى الاعتراض في دائرة بعلبك الهرمل، تفرض على هذه القوى ان توحّد رؤيتها وموقفها وتشكل لائحة موحدة تضم جميع القوى الاعتراضية الفعلية، حتى تستطيع تحقيق حلمها في التغيير الحقيقي وتعمل على تأمين حاصل انتخابي يضمن لها الفوز ببعض المقاعد، وخلاف ذلك يشكل خسارة لهذه القوى وخدمة فعلية لفريق ٨ اذار.
والسؤال هو: هل من يسمع ويتعظ وهل ان قوى المعارضة جادة في احداث التغيير الفعلي المطلوب والموعود على الارض، او انها تريد التغيير فقط من على منابر الاعلام والخطابات؟