ليلة رأس السنة… كما لا يتمنّاها أحد!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
سيودّع كلّ منا الـ2021 على طريقته، بعضنا سيقضي ساعاتها الأخيرة في أجواء هادئة والبعض الآخر سيحتفل على طريقته، في المطاعم والملاهي، سيختار الأجواء الصاخبة وسيصرخ بأعلى صوته مودّعا سنة الخيبات والأحزان عساها لا تتكرر… غير أن آخرين ستكون ليلتهم عابقة بالصلوات والتأمل والحزن، فقلوبهم حزينةٌ حزينة، ونفوسهم تتألّم!
في هذه الليلة، سيجلس البعض في زنزاناتهم يتأملون القضبان الحديدية التي لا تفصلهم عن الحرية فحسب إنما أيضا عن الحق والعدالة، ففي السجون موقوفون بلا محاكمات، وبعضهم بريء… سيصلّون هذه الليلة حتى ينقشع الظلم عنهم، وتلامس شمس الحرية جبينهم من جديد… سيصلّون حتى يستعيدوا ما سُلب منهم حينما قبعوا هناك من دون وجه حق.
في هذه الليلة، موقوفو عين الرمانة وعائلاتهم سيطلبون من الله أعجوبة، وسيسألونه أن يتحرر لبنان من خاطفيه، وأن يسود العدل فيه وتتحول الغابة إلى دولة حقيقية، حيث لا تُحاكَم الضحية.
في هذه الليلة أيضا، كما في السنوات الستّ وأربعين الأخيرة، ستكبر الغصة أكثر في قلوب عائلات المفقودين في السجون السورية… سترتفع صلواتهم كما كل عام حتى تجمعهم الحياة يوما ما، فيما البعض سيتمنّون أن يكون العذاب قد انتهى، فالموت أحيانا قد يكون خلاصا.
في الليلة نفسها أيضا، أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت لن يفرحوا بوداع عام ولا باستقبال آخر، فحياتهم وأحلامهم تجمّدت في ذلك اليوم المشؤوم من آب… سيتأمّلون ذاك الكرسي الفارغ، والصورة المعلقة على الجدار والمطبوعة في القلب… سيحاولون للمرة المليون أن يشتموا روائح الثياب والاغراض والسرير، علّهم يستعيدون لثوان ذكرى إبن أو زوج أو شقيقة… سيكون المشهد عابقا بالحزن كما في كل ليلة، لكن صرخات ستعلو في النفوس طالبة تحقيق العدالة الصعبة في لبنان.
في ليلة رأس السنة، سنتذكر كلنا من في القلب مسكنهم ولن يعبروا معنا إلى عام جديد، وسنصلي حتى لا نفقد في الآتي من الأيام كل مصدر للفرح والطمأنينة، فـ”اللي فينا بيكفينا”… وكل ما نريده في لبنان ان تنتهي جلجلتنا في الـ2022…