رقمٌ صادم لاصابات “أوميكرون” في لبنان…
كتبت راجانا حمية في “الاخبار“:
100 حالة مؤكّدة و141 أخرى قيد التحقق، هي حصيلة الفحوص الإيجابية للقادمين عبر مطار بيروت الدولي، والتي تحمل عدوى «أوميكرون»، المتحور الثالث الذي يحضّر البلاد اليوم لثالث تجربة مرعبة قد تخوضها قريباً. المرعب في هذه الجردة أنها هي الأخرى حصيلة 16 يوماً فقط، من الثالث إلى التاسع عشر من كانون الأول الجاري، وتحديداً منذ إعلان وزارة الصحة تسجيل أول إصابة بالمتحور. مع ذلك، ليست هذه خلاصة نهائية، إذ إن «عدّاد» الفحوص الإيجابية وصل إلى حدود 386 حالة في الأيام الثلاثة الماضية، فيما التوقعات تشير إلى تخطي المصابين بـ«أوميكرون» من القادمين الـ400 إصابة بأقل تقدير، مع ما يحمله هذا الرقم من سيناريو كارثي، خصوصاً إذا أخذ في الاعتبار مخالطة أصحاب الفحوص الإيجابية من المسافرين لمسافرين آخرين على متن طائرات العودة ومن ثم أقاربهم!
بالأرقام، تزداد يوماً بعد آخر نسبة المصابين بالمتحور الجديد من أصل الفحوص التي ارتفعت نسب إيجابيتها أيضاً، خصوصاً منذ 17 الجاري عندما تخطت عتبة الـ100 إصابة ووصلت في 21 منه إلى 143. وسجل خلال هذه الأيام الخمسة وصول 620 حالة إيجابية عبر مطار بيروت، (العدد الإجمالي منذ بداية الشهر الجاري وحتى 21 منه 1107 فحوص إيجابية)، يتوقع أن يكون «50% منها من حاملي المتحور الجديد»، على ما تقول المصادر. وعلى عكس ما يمكن توقعه، فإن نسب الزيادة في الفحوص الإيجابية للقادمين (ارتفعت من 0.2% في الأول من الجاري إلى 1,62% في 21 منه)، كما متحور «أوميكرون» «ليس مردّه زيادة أعداد المسافرين، وإنما سرعة انتشار المتحور في العالم». واللافت أن معظم الإصابات بالمتحور تسجّل في رحلات البلدان التي بات فيها «أوميكرون» في مرحلة متقدمة من الانتشار. وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى عددٍ من الدول تسجل عدداً كبيراً من الحالات الإيجابية، ومن بينها أغلبية الحالات الحاملة لـ«أوميكرون»، على متن رحلاتها، وهي أبيدجان (53 حالة إيجابية في الأيام الخمسة الأخيرة) وإثيوبيا (52) والقاهرة (58) ودبي (117) ولندن (45).
مع ذلك، لم يعد «أوميكرون» محصوراً بالعابرين في مطار بيروت الدولي وأقاربهم، إذ تقود آخر المعطيات إلى أن المتحور الجديد لم يعد «وافداً»، وإنما يستحيل شيئاً فشيئاً انتشاراً محلياً. وفي هذا السياق، تشير نتائج بعض المختبرات إلى أن «هناك مصابين بالمتحور من غير أقارب المسافرين أو المخالطين لهم». ومن الأمثلة على ذلك، «وجود إصابتين من أصل ثمانية في أحد المستشفيات تعود لمصابين من غير المخالطين المباشرين لمسافرين مصابين، أي أنهما تلقيا العدوى من مخالطين آخرين، إضافة إلى إصابة ثالثة سجلت أمس في مستشفى آخر من غير المخالطين المباشرين أيضاً».
ما تقوله تلك الأرقام، أن «لا مفرّ من السيناريو الكارثي». لكن، هذه المرة، لن تكون ذروة أعياد هذا العام شبيهة بذروة أعياد العام الماضي، فإن كان من الممكن إيجاد قواسم مشتركة لا سيما في تسجيل أرقام مرتفعة جداً من الإصابات، وإنما ما لن يكون مشتركاً هو كيف ستحمل البلاد هذه الذروة في ظل انهيار المؤشرات؟ فحتى أول من أمس، وقبل أن يبدأ التسارع في أعداد الإصابات، أعلنت نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة عن عجزها عن استيعاب الموجة الجديدة، إذ «لا أوكسيجين ولا أدوية ولا معدات يمكن أن نواجه بها»، أضف إلى ذلك فشل البلاد في الوصول إلى المناعة، حيث لا يزال 60% من المواطنين من دون تلقيح، وهم الأكثر عرضة للدخول إلى المستشفيات. وقد بدا الوضع كارثياً في تقرير أمس، حيث أن نسبة 100% من المتواجدين في غرف العناية الفائقة والموصولين إلى أجهزة التنفس هم من غير الملقحين. إلى ذلك، يمكن أيضاً إضافة التفلت الواضح من الإجراءات الوقائية، وهو ما يقود إلى القول إننا أمام مشهد أقل ما يقال عنه أنه مرعب!