“التيار” رافعاً الصوت: “التحالف الرباعي” واقع!
وحيداً، يبدو “التيار الوطني الحر” هذه الأيام، بعدما “اهتزّت” علاقته مع “الحليف الصامد”، أي “حزب الله”، ولو أنّها “لم تقع” كما يؤكّد المعنيّون والعارفون، فيما تتفاقم “الخلافات” مع معظم الأفرقاء الآخرين، الذين وصلت العلاقة معهم إلى حدّ “القطيعة”.
قد يكون “عجز” الوسطاء عن ترتيب مجرّد لقاء “شكليّ” بين رئيس “التيار” الوزير السابق جبران باسيل، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ولو من باب “رفع العتب” عشية الاستشارات النيابية الملزمة، كافياً للتعبير عن واقع الحال، بعدما كانت العلاقة بين الرجليْن قبل عامٍ واحدٍ، “نموذجاً يُحتذى” في عالم السياسة.
ويزداد الأمر وضوحاً من خلال رصد علاقة “التيار” بسائر الفرقاء، بينهم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، الذي “قفز” فوق المصالحة، موجّهاً “النقد اللاذع” للعهد، أو رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي كان لافتاً “نفضه يده” عن أيّ “تقاطعٍ” مع “التيار” حاول البعض البناء عليه في الساعات الأخيرة.
لكنّ كلّ ما سبق لا يعني شيئاً لـ “التيار”، الذي يسير وفق القاعدة التي أرساها مؤسّسه الرئيس ميشال عون يوماً، والقائلة بأنّ “العالم يستطيع أن يسحقني، ولكنه لن يأخذ توقيعي”، ومغزاها أنّ كلّ “المؤامرات” التي تُشَنّ عليه، لن “تجدي” في تعديل موقفه.
ولعلّ “ترجمة” ذلك ظهرت في الساعات الأخيرة، مع استعادة قياديّين بارزين في “التيار الوطني الحر”، في العلن والكواليس، لنغمة “التحالف الرباعي” في مقاربتهم للأوضاع السياسيّة، في إشارةٍ إلى ذلك التحالف “الانتخابيّ” الذي جمع في فترةٍ من الفترات كلاً من “حزب الله” و”حركة أمل” و”تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، على حساب المكوّنات المسيحيّة.
ويقول “العونيّون” إنّ السيناريو نفسه يتكرّر اليوم، من خلال “إقصاء” المسيحيّين عن القرار الحكوميّ، بدليل أنّ الحريري الذي اختار “تجاوز” رفض باسيل وجعجع له، و”يستقوي” بدعم “الثنائي الشيعي” القديم الجديد له، لم يتردّد في “التواصل” مع جنبلاط بعد هجومه “الناري” عليه، فيما “يكابر” رفضاً لأيّ اتصالٍ مع باسيل، وكأنه يرتكب بذلك “معصية كبرى”.
“هواجس مشروعة”؟
يتحدّث “العونيّون” عن “هواجس مشروعة”، لاعتباراتٍ كثيرة، متسائلين “على أيّ أساس مثلاً يوافق الثنائي الشيعي على دعم الحريري، بعدما عانى الأمرَّيْن من طريقته لإدارة المفاوضات الحكومية يوم كان السفير مصطفى أديب هو الرئيس المكلّف، وطالما أنّ الحريري يكرّر أنّه متمسّكٌ بالمبادئ نفسها لتأليف حكومته؟”.
لا يستبعد “العونيون” في هذا السياق، أن يكون هناك “اتفاقٌ ما” قد أبرِم تحت الطاولة بين الجانبيْن، تماماً كذلك الاتفاق الذي أبرِم “فوق الطاولة”، برأيهم، بين الحريري وجنبلاط، بدليل ما أثير إعلامياً عن أنّ جنبلاط حصل من الحريري على “الضمانات” التي يريدها، بعدما كان “جاهر” في الإعلام أنّه لن يقبل بتسميته، إلا مقابل “حصة درزية وازنة” في الحكومة.
وإذا كان “العونيّون” مطمئنّين، إلى أنّ الحريري “مُجبرٌ لا بطل” على التواصل معهم في نهاية المطاف، وإلا فإنّه لن يستطيع تشكيل حكومته التي تتطلّب توقيع رئيس الجمهورية لتبصر النور، شاء من شاء وأبى من أبى، فإنّهم يرفعون “حجم” علامات الاستفهام عن “أداء” الحريري، سائلين، “بأيّ حقٍّ يُحجَب حقّ تسمية الوزراء عن المسيحيّين، فيما يُمنَح هذا الحقّ، وعلى رأس السطح، لمكوّناتٍ أخرى؟!”.
قد لا يكون المنطق “الطائفي” محبَّذاً في مقاربة الشأن الحكوميّ، علماً أنّ “حجج” العونيين تصطدم بـ “منطق” من يتهمونهم، وبينهم “الحلفاء” الذين ينفون كلّ حديثٍ عن “تفاهمٍ مُسبَق” مع الحريري. لكنّ مثل هذا الخطاب لا يزال يجد “أصداءه” في بلدٍ “يحتفل” بذكرى السنويّة الأولى لـ “ثورة”، وهو يبكي على أطلالها، باحثاً عمّن “يحييها”!
lebanon 24