لبنان

خطوط “حزب الله” الحمراء قد تنهي العلاقة مع باريس!

لم تكن الايجابية التي يتعاطى بها “حزب الله” مع فرنسا في السياق الطبيعي للعلاقة بين الطرفين، وكذلك الايجابية الفرنسية تجاه الضاحية، واذا كانت الايجابية الفرنسية تقوم اما على مواربة في اعتماد السياسة الاميركية او لأن لديها مصالح فوق الاستراتيجية في شرق آسيا وتعتقد ان مدخلها يبدأ من لبنان، فإن ايجابية الحزب حذرة ولها حدود.

وتقول مصادر مطلعة ان “حزب الله” سيبقي على ايجابيته مع الفرنسيين الى ما شاء الله، وهو يتعاطى مع الظاهر من الامور، وبالتالي فإن باريس طرحت مسارين للعمل في لبنان على لسان رئيسها ايمانويل ماكرون.

وتضيف المصادر ان المسار الاول هو المسار الاصلاحي الذي يفرض على القوى السياسية خطوات اصلاحية في الادارة والمؤسسات العامة، وهذا الملف لا يمكن للحزب الى ان يساعد فيه ويؤيده لأنه يعتقد ان لبنان دخل مرحلة الانهيار التي تحتاج الى دعم دولي واضح. اما المسار الثاني فهو مسار تغيير النظام او العقد السياسي، وهذا الامر منفتح عليه الحزب منذ سنوات.
انطلاقاً من هذين المسارين اللذين اعلن الفرنسيون عنهما، سيعمل الحزب على ان يكون مسهلاً ومتعاوناً علّ الامر يؤدي الى ما يشبه الانقاذ للوضع المهترىء في لبنان.

وتلفت المصادر الى ان “حزب الله” لا يقرأ الحراك الفرنسي الا من كتاب التنافس مع تركيا، وعليه فهو لا يمانع ان يسهل لفرنسا هذا المسار ويعاونها في كباشها مع انقرة في لبنان، او اقله ان يفتح لها الابواب ما أمكن، خصوصاً ان هذا الكباش يؤدي الى نتائج جانبية اهمها التباين مع واشنطن الذي يحاول الطرفان اخفاءه.

لكن كل هذه الايجابية ممكن ان تصل الى نهاية غير سعيدة، اذ ان الحزب يضع خطوطاً حمراء لا تدخل في اطار الحوار مع احد، منها موضوع سلاحه، وتحديداً الاسلحة الدقيقة التي لا يقبل الحزب النقاش فيها لا من قريب ولا من بعيد، وكذلك مسألة وجوده في سوريا التي بعكس ما يعتقد البعض فإنها خط احمر عريض.

كما تعتقد المصادر ان وجود “حزب الله” في الحكومة يعتبر عنده خطاً احمر، لكن من الممكن الأخذ والرد في هذا الشأن ضمن سلة متكاملة من التسويات الداخلية

24.

مقالات ذات صلة