لبنان

أسبوعان مصيريّان… والعين على شكل الحكومة!

جاء في وكالة “المركزية”:

فيما لا يلتقي المراقبون على اعتبار الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان خلال اقل من شهر شكلت خارطة الطريق المرجوة للانقاذ، او انها وضعت البلاد على سكة الحل النهائي للازمات التي يعاني منها والتي تحول دون عودة الدولة القوية الفاعلة لتبسط سيطرتها وهيبتها على كامل الارض، باعتبار انها لم تلامس جوهر الازمة التي يعيشها لبنان والمتمثلة بقوة السلاح المتواجد بين ايدي حزب الله من جهة وداخل المخيمات الفلسطينية المنتشرة في غالبية المحافظات والمناطق اللبنانية والتي تشكل جزرا امنية عصية على سلطة الدولة وملجأ لاكثرية المطلوبين للقضاء والعدالة، الا انهم يجمعون على ضرورة اعطاء الحراك الفرنسي حيال لبنان وازمته الفرصة المطلوبة قبل اطلاق الاحكام المبرمة في حق المبادرة الرئاسية الفرنسية لمعرفة حقيقة منطلقاتها ومراميها، سيما وان السياسات ما بين الدول لا تقف عند حدود الصداقة بل غالبا ما تقوم على المصالح الاقتصادية والامنية المتبادلة.

وبعيدا من مواقع النفوذ وما يجري تحت هذا العنوان من حديث عن صراع فرنسي – تركي على الارض اللبنانية بعد عودة التركة العثمانية الى الانتعاش في العديد من قرى اقضية الشمال وعكار من جهة، وعدم اخفاء فرنسا – ماكرون رغبتها في تفعيل وجودها في لبنان منطلقة الى ذلك مما يجمعهما من علاقات مميزة واعتبارها يوما الام الحنون للبنانيين، يرى المراقبون ضرورة انتظار الاسبوعين المقبلين اللذين حددهما ماكرون للقوى اللبنانية من اجل تشكيل “حكومة المهمة” التي حضهم على انجازها خلال هذه الفترة الوجيزة لمعرفة مدى تجاوب لبنان وقادته مع العناية الفرنسية، سيما وان الاهتمام الفرنسي غير كاف وحده بل من الضروري ان يتكامل مع من بادر الى مد يد الانقاذ له في وقت يجنح فيه الى السقوط الكلي كدولة ونظام. علما ان من الضروري ايضا الاخذ بالحسبان ان ماكرون جانب ابان زيارتيه للبنان مقاربة القضايا الخلافية التي ادت الى الوصول لهذا الواقع وفي مقدمها السلاح وقيام دويلات الطوائف والاحزاب والمحميات .
ولعل معرفة المسار او المنحى الذي ستؤول اليه الاوضاع ستكون في القدرة على انتاج “حكومة المهمة ” شكلا ومضمونا ومدى اختصاص وزرائها واستقلاليتهم عن القوى الممسكة بزمام الامور ما يعكس حقيقة ومدى التجاوب مع الانقاذ المؤمل على يد هذه الطغمة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد والتي لا يخفى على احد مدى ارتباطها او على الاقل انتمائها للمحاور المتصارعة في المنطقة.

مقالات ذات صلة