الإصرار على “قبع” البيطار رسالة سلبيّة إلى الخارج… عون يرفضها
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
بعدما ألغى اطلالته لمناسبة الذكرى الخامسة لانتخابه، أطل الرئيس ميشال عون يوم امس موجها رسالة مقتضبة في ذكرى الاستقلال، قائلا انها “الاخيرة” في عهد متوقع له ان ينتهي على وقع ازمات حادة بدأت فعليا في خريف العام 2019، وهي مستمرة لا بل تتدحرج وتكبر ككرة الثلج.
وقد علّق مصدر نيابي واسع الاطلاع على الرسالة، قائلا، في قراءة عامة لمضمونها جاءت جيدة، بمعنى انها لم تحمل مواقف استفزازية على غرار ما تضمنته مقابلته لجريدة “الاخبار”.
واعتبر المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم”: كأن عون بدأ يستشف خلل ما حول وضعيته في القصر الجمهوري، نتيجة للازمات المتتالية، لا سيما في ضوء الخلاف الخفي بينه وبين فريق حزب الله.
واضاف المصدر: ربما اكثر ما يختلف عليه الطرفين ينطلق من التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت، حيث رئيس الجمهورية متحمس لوصول الامور الى خواتيمها المرجوة، في حين ان حزب الله يريد “قبع” المحقق العدلي طارق البيطار. لكن يبدو ان عون لا يريد ان يماشي الحزب في هذا الموضوع اطلاقا من الثوابت التي كان قد اعلن عنها، في نفس الوقت لا يستطيع ان يقف بوجهه.
وكشف المصدر ان هناك معلومات سرت في الساعات الماضية عن ان حزب الله لم يرفع النظر نهائيا عن “ملف البيطار” ولكن في نفس الوقت سيفرمل الحماسة لـ”قبعه”، وذلك بعدما اعطى رئيس الجمهورية عدة اشارات عن انه سيبذل جهدا لاجراء الاتصالات من اجل ايجاد مخرج لائق لازمة تعطليل جلسات مجلس الوزراء، خصوصا وان التشبث بـ “قبع” البيطار بدأ يؤثر سلبا على سمعة لبنان في الخارج.
علما ان رئيس الجمهورية يرفص ارسال المزيد من الاشارات السلبية الى الدول المعنية بالملف اللبناني، لا سيما في ضوء ازمة كلام وزير الاعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن والسعودية، وما تركته من تداعيات على العلاقة مع دول الخليج.
ويبدو بحسب المصدر، ان حزب الله بدأ يتفهم هذا الموقف، ويتجه الى “مسايرة” رئيس الجمهورية، وبالتالي من المتوقع ان تنطلق خلال الساعات المقبلة المساعي الجدية للبحث عن مخرج، لا سيما وان اللقاء الاخير الذي جمع عون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تمحور حول السبل الآيلة لذلك.
واذ اشار المصدر ان لا شيء مضمون، لكن منسوب التفاؤل مرتفع، قال: ستكون البداية مع مخرج موقت يبدأ بتجميد التصعيد الحاصل على مستوى ملف المرفأ.
وخلص المصدر الى القول: حزب الله تماهى مع عون، وبناء على رغبة الاخير بدأ يخفف الهجمة في المواقف المتعلقة بالمحقق العدلي في انتظار بلورة حل يخيطه عون وميقاتي.