لماذا فراس الأبيض حصرًا؟
خاص ليبانون نيوز:
إنّ قرار رفع الدعم عن الأدوية وعن حليب الأطفال هو جريمة بحق الكبير والصغير في بلدٍ أصبح أشبه بمقبرة جماعية.
هذه حقيقة لا يُمكن تجاهلها من أي طرف، مسؤولًا كان أم مواطنًا يُعاني الأمرّين من أجل البقاء على قيد الحياة في بلدٍ لا تتوفّر فيه أدنى مقوّمات الحياة.
فاللبناني بات الموت يحاصره من كل الجهات.
قد يموت جوعًا، أو يموت مرضًا وهو يبحث عن دواء مفقود أو محتكر، وإن وجده لا قدرة لديه لشرائه.
أو ربما يموت بردًا بعدما حرمه الغلاء من حقه في التدفئة، أو بعدما وضعه القدر عند طرقات مهملة وغير آمنة..
كثيرة هي أسباب الموت في بلد يحكمه “ملوك الموت”.
لكن ما يتعرض له وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض، من تصويب حصري وحملة تُحمّله وحده مسؤولية قرار رفع الدعم عن الأدوية، أمر غير منصف.
أولاً، لأنّ هذا القرار كان سيحصل مع تولّي أي رجل آخر الوزارة غير الأبيض، فالحكومة ذاهبة باتجاه رفع الدعم عن كل ما هو مدعوم.
ثانيًا، لكون الجهة التي دفعت نحو هذا القرار هي مصرف لبنان، والجهة التي صادقت عليه هي الحكومة اللبنانية.
إذًا لماذا التصويب حصرًا على الرجل الذي واجه أزمة كورونا وأصبح مرجعاً موثوقاً للبنانيين كثر في الوقت الذي يفقد فيه المواطن ثقته بالقطاع العام ومؤسساته؟
المسؤول الأوّل عن هذه الكارثة، هو من يُعطّل العمل الحكومي لمصالحه في وقت لا مجال فيه لمساومات على ملفات الفساد والجرائم.
المسؤول الأوّل هو من يتمادى في فساده في الوقت الذي يجب أن ينكب فيه كل من هو في مركز مسؤولية على العمل على الإصلاحات والبدء بخطوات جديدة، وعلى إقرار القوانين العالقة من قانون الكابيتال كونترول إلى البطاقة التمويلية…
كل ما سبق يقودنا إلى فكرة وجوب تصويب الحملة لتشمل كل مسؤول حالي وسابق.. لأنّ ما نشهده حالياً هو حملة شخصية لدواعٍ سياسية بحتة.