لبنان

عام 2020 الأسوأ منذ الحرب الأهلية.. الليرة منهارة وموجة هجرة كبيرة

نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأزمات المتلاحقة التي شهدها لبنان منذ بداية سنة 2020، والتي جعلت البلاد تصل إلى طريق مسدود سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .

وقالت الصحيفة في التقرير إن 2020 كانت “سنة كارثية” بالنسبة إلى لبنان، وإنها الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي عاشتها البلاد بين عامي 1975 و1990، حيث شهد لبنان في 2020 ثورة شعبية عارمة وأزمة سياسية وانهيارا مصرفيا وماليا وكارثة اجتماعية، بالإضافة إلى تفشي فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت الذي خلّف وفاة أكثر من 200 شخص وأحدث دمارا هائلا في العاصمة بيروت.

أزمات متلاحقة

حسب الصحيفة، بدأت الأحداث تتلاحق منذ خروج اللبنانيين للشارع أواخر العام الماضي احتجاجا على زيادة الضريبة على مكالمات الواتساب، وقد بدا الأمر في البداية كأنه مجرد حراك عادي.

لكن على مدى أسابيع، تظاهر المحتجون ضد الطبقة السياسية الحاكمة والفساد المستفحل في أجهزة الدولة، ومثّلت تلك الاحتجاجات الشرارة التي انطلقت بعدها سلسلة من الأحداث الكارثية.

أدت تلك المظاهرات غير المسبوقة منذ ثورة الأرز سنة 2005، إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، وأصرّ المتظاهرون على البقاء في الشوارع للمطالبة بحكومة تكنوقراط مستقلة وتغيير الطبقة السياسية التي استحوذت على السلطة لثلاثة عقود.

تضيف الصحيفة أن عدة عوامل أدت إلى إطفاء لهيب الاحتجاجات الشعبية، مثل القمع الذي مارسه النظام وانهيار العملة المحلية وانهيار النظام المصرفي وتفشي فيروس كورونا المستجد، وقد تعمّقت الأزمة الاقتصادية والمالية بعد انفجار مرفأ بيروت.

يعيش نصف السكان حاليا تحت خط الفقر، وقد أصبح الأمن الغذائي في خطر، وانهار النظام الصحي بشكل تام، ويعتمد الاقتصاد اللبناني حاليا على المساعدات الدولية.

الهروب نحو المجهول

وفقا لبيانات منظمة “أنقذوا الأطفال” غير الحكومية، شهد لبنان موجة هجرة واسعة بعد انفجار مرفأ بيروت. في الأشهر الأخيرة، غامر مئات الأشخاص بالهروب عبر البحر الأبيض المتوسط بحثا عن فرص حياة أفضل. خلال شهر أيلول وحده، أعيد إلى لبنان 230 شخصا أبحروا سرا من أجل الوصول إلى شواطئ قبرص.

الفجوة بين الشعب والطبقة السياسية

تضيف الصحيفة أن لبنان يعيش حالة من الشلل السياسي، حيث استقالت حكومة حسان دياب بعد أسبوع من انفجار بيروت، وقد عجزت عن تغيير المعادلة السياسية في ظل هيمنة “حزب الله” وحركة “أمل”. كما قدم مصطفى أديب استقالته لاحقا بعد الفشل في تشكيل حكومة مستقلة.

ونقلت الصحيفة عن بياتريس غوتيريز، أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة الأوروبية والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، قولها: “هناك فجوة كبيرة بين المجتمع اللبناني والطبقة السياسية لدرجة أنه حتى بعد سنة من الاحتجاجات، لم يتمكن المجتمع المدني من تغيير الطبقة السياسية”.

وأضافت: “خلف هذه الطبقة السياسية هناك مشكلة أخرى معقّدة للغاية، تتمثل في حزب الله. بصرف النظر عن صورته كمنظمة إرهابية تهدد إسرائيل، يتمتع حزب الله داخل لبنان بقاعدة شعبية عريضة ونفوذ كبير في صلب نظام الحكم”.

واعتبرت غوتيريز أن النظام السياسي في لبنان “منظم ومتجذر لدرجة أنه من الصعب جدا ظهور أطراف سياسية جديدة على الساحة، ومن الصعب جدا تجديده بسبب تركيبة الأحزاب في حد ذاتها وهويتها، ونفوذ حزب الله”.
المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة