الرغيف يدفع ثمن الإنهيار الإقتصادي.. الحلول موجودة والتعويل على حكمة الحكومة
تحوّل الرغيف إلى “ضحية” من ضحايا الأزمة الإقتصادية الحالية، وبات الخبز اسوة بغيره من القطاعات الحيوية، كالمحروقات والأدوية، سلعةً معرضة لتقلبات الأسعار . فالقوت اليومي للمواطن بات اليوم مهدداً بفعل الإرتفاعات الجنونية التي يشهدها سعر الدولار، فضلاً عن ارتفاع أسعار المكونات الأساسية عالمياً من قمح وطحين وسكر ومازوت.
إلاّ أن وزارة الإقتصاد لم تقف هذه المرة مكتوفة الأيدي، حيث عملت وتعمل على إيجاد حل وسطي والتوفيق بين ثلاثة أطراف معنية بهذه القضية وهم: أصحاب المطاحن، وأصحاب الأفران، وطبعاً المواطن الذي سيدفع من ماله الخاص ثمن سلعة أكثر من أساسية.
فأين تكمن المشكلة وأين الحل؟
سؤال حملناه الى رئيس تجمع أصحاب المطاحن أحمد حطيط، الذي أكد أن الوزارة، ممثلة بالوزير أمين سلام، “تعمل جاهدة’ على التوصل إلى حل لأزمة الرغيف” ، مشيراً إلى” أن الإجتماع الذي عقد يوم الخميس ، كان كفيلاً بطرح جميع الأمور على طاولة النقاش للبحث عن الحلول المناسبة”.
ولفت حطيط في هذا الإطار، وفي حديث عبر “لبنان 24″ إلى أن المشكلة الأساسية ، تكمن في سعر احتساب ساعات العمل على المولدات بحيث كانت الوزارة تحتسب ثلاث ساعات عمل في تحديد السعر، واليوم ارتفع العدد إلى عشرين ساعة عمل، مع ما يترتب على هذا الأمر من ازدياد في الطلب على المازوت الذي ارتفع سعره بشكل كبير.
وأوضح” أنه تم الإتفاق في الإجتماع مع وزير الإقتصاد على رفع منسوب استعمال الطاقة، بحيث تم رفع التسعيرة بمعدل 400 ألف لطن القمح، ما استدعى العمل على تخفيض سعر ربطة الخبز عوضاً عن رفع سعرها. كما سيطرح في الإجتماعات المقبلة، العمل على دراسة تكلفة استهلاك الآلات، وتخليص البضائع عن المرفأ، لا سيما وأن الأمر محكوم بالدولار”.
ولفت حطيط” إلى ضرورة العمل على تعديل أسعار فعلى الرغم من أن القمح لا يزال مدعوماً على الـ1515، الاّ أن سعره عالمياً ارتفع بشكل كبير، بحيث كان 280 دولار للطن في العام 2019 وبات اليوم بحدود 380$ دولار للطن”.
وأعلن “أن لا مجال لرفع الدعم عن الطحين لأن هذا الأمر سيؤدي الى كارثة اجتماعية كبيرة، وبالتالي فسعر طن الطحين الذي يسجل الآن مليون و250 ألف ليرة على سعر صرف 1515، سيتخطى الـ10 أو 12 مليون ليرة مع رفع الدعم”.
وتوقع حطيط” الإتجاه إلى صدور جدول أسعار أسبوعي لسعر الخبز، في حال تم تعديل سعر الدولار في السوق الموازية”.
وعلى مقلب الآخر، أكد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف”أن ارتفاع أسعار المازوت في لبنان بات يهدد قطاع الخبز”، مشيراً إلى أن “سعر صفيحة المازوت ارتفع بحدود 30 ألف ليرة بخلال يومين”.
واذ أشار في حديث لـ”لبنان 24″ إلى” اعتراض كبير على التسعيرة الحالية”، لفت إلى” أن كل مكونات الخبز ارتفعت بحيث كان سعر طن السكر بحدود الـ400$، لكنه اليوم أصبح $610 للطن، كما أن سعر طن النيلون يقارب الـ200$، وهذا من دون أن سعر الطحين”.
واذ أكد “أن الأسبوع الحالي، سيحمل بلورةً للأمور واتجاهاً إلى حلحلة العديد من المشاكل”، شدد على “أنه لا يمكن التماهي مع ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية، في تسعير ربطة الخبز لأنه في تغيير مستمر”.
ورداً على سؤال حول مطالب إتحاد الأفران، تمنى سيف من الحكومة”السعي إلى دعم المازوت للأفران ما سيؤدي الى تخفيف كلفة الرغيف”، مشيراً إلى “دراسة أجريت مع مطلعين لتحديد جدول الكلفة و تم تعديل الأسعار على أساسها، حيث تم تسعير الـ830 غرام ب7500 ليرة داخل الفرن، وتم رفعها إلى الوزير إلا أنه لم يوافق عليها” مقترحاً” أن يكون وزن ربطة الخبز 800 غرام على أن يكون سعرها 7000 ليرة”.
لبنان 24