هذا ما لا يريده الناس… والنتيجة صفر
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
يشبه بعض اللاعبين على الساحة السياسية في البلاد هذه الأيام الحفلات الصاخبة، حيث الضجيج والصراخ وعرض العضلات… وفي اليوم التالي، عوارض تعب ووجع رأس وخمول.
أمام هذا المشهد، تذكّرت أستاذ اللغة العربية في المرحلة الثانوية الذي كان يردد على مسمعنا عند مشاغبتنا وتذاكينا في حصصه التعليمية عبارة “إبداع هايل… النتيجة صفر”.
تعليقه كان ينمّ عن حكمة وخبرة، وكم من مرة يحضر أمامي عند كل حلبة مصارعة كلامية بين السياسيين والمحازبين وأركان المجتمع المدني، ممن اختبروا المواقع والمسؤوليات، أو الطامحين إليها. تراهم لا يقدّمون للرأي العام خريطة طريق للحلّ، بما أن هدفهم يقتصر على شدّ عصب أو جذب صوت في صندوق الاقتراع، أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي “وخربت عمرت… آخر همهم”.
ولكن، ما لا يعرفه أركان هذه الشريحة، أن الناس لا يرغبون باستعراضات وعراضات خطابية منمّقة، وحملات دعائية مبهرة… والنتيجة لا شيء.
جلّ ما يريدونه هو عناوين بسيطة من أشخاص مناسبين، يطبّقون ما يعدون به، من خلال العمل والمتابعة والمثابرة على إنجازه.
يريد الناس من يمسك بيدهم الى تبديل واقعهم. يصارحهم بأن طريق الخروج من المأزق لن يكون معبّداً بالورود بل بالصعوبات. ولكن، باستعادة الثقة والعمل والشفافية والمصارحة، يمكن أن يصبح الواقع بعد فترة محددة، أفضل من الآن.
قد يربح البعض جولة “فايسبوك” بـ “اللايكات” والتعليقات، وقد يقف آخرون أمام المرآة يتباهون بنتيجة إحدى جولات “بيي أقوى من بيّك”. ولكن، كما قال استاذ اللغة العربية، “النتيجة صفر”.
فيا أيها المعنيون، خففوا ابداعات من هذا النوع… فنحن نرضى باللا إبداع شرط أن يوصلنا الى شاطئ الأمان.