الدولار و”كورونا” يضربان مجدّداً!
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
ارتفاع الدولار الاميركي في السوق السوداء وتفشي فيروس “كورونا” بمتحوراته المختلفة، هاجسان معيشياً وصحياً يؤرقان أبناء مدينة صيدا مجدداً وينغّصان عليهم حياتهم، في ظل استفحال الازمة الاقتصادية الخانقة وطول أمدها.
والصيداويون بين الهاجسين لم يلتقطوا انفاسهم بعد وهم ينتقّلون من أزمة الى أخرى، أكثر فتكاً وقد اوصلت غالبيتهم الى الفقر المدقع، حاولوا التأقلم مع الواقع المستجد فغيروا في نمط حياتهم واعتمدوا على التقشف لكن من دون جدوى، بينما بدأت سلسلة نقاشات ومشاورات بين الناشطين في الحراك لضرورة العودة الى ساحات الثورة وفق خطة مؤثرة تؤتي ثمارها بعدما تسلل اليأس الى نفوس كثيرين مع غياب الحماسة.
ويقول الناشط محمد نجم لـ”نداء الوطن”: “ان الغضب يبلغ ذروته، ونحن عائدون حتماً الى التحركات الاحتجاجية عاجلاً ام آجلاً لانها الخلاص من الواقع المرير، ولكننا لم نحسم شكلها بعد. ثمة مشاورات بين الناشطين لوضع رؤية واضحة عنوانها الاول اننا نريد حراكاً في ساحة الثورة يكون طويل الامد وليس لساعات وينتهي كأنها فورة غضب، والثاني عدم التوجه نحو مؤسسات الدولة لان التجربة اثبتت عدم الجدوى ولكي لا تكون ذريعة للمزيد من الهروب من المسؤولية، وثالث العناوين المقترحة القيام بما يشبه العصيان المدني وبحراك سلمي مثل وقف حافلات المدارس او الباصات لشل الحركة وايصال رسالة حاسمة عن مدى سوء الوضع المعيشي الذي وصلنا اليه، فجرة الغاز بنحو 335 ألف ليرة (12 كيلو ونصف) تنكة البنزين والمازوت بـ 310 آلاف، المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني مع ارتفاع الدولار بعدما شُطبت اللحوم والدجاج والاسماك عن جدول الناس، فيما العثور على الادوية بات مستحيلاً كما الاستشفاء”.
في المدينة يعتقد كثيرون ان الخلاف السياسي يؤثر سلباً على الحراك، يضعفه ويجعله غير ذي جدوى، اذ لكل طرف حساباته الخاصة، فيما الناس تئنّ وجعاً وجوعاً، ويقول مختار حي الدكرمان محمد بعاصيري لـ”نداء الوطن”: “بتنا اليوم نعيش المشاكل بلا حلول، واذا طرحت ففي الاعلام فقط من دون تطبيق، لذلك وصلنا الى هذا الدرك من الاوضاع المزرية وقد قال رئيس الجمهورية الى جهنم وهناك بئس المصير الذي لا نقوم منه أبداً، الله يستر من القادم الاسوأ، والمطلوب في ظل انهيار الدولة تكاتف المجتمع مع البلدية والمؤسسات الاهلية لتخفيف المعاناة عن الناس قدر الامكان مع دور توعوي للاعلام، فالاوضاع استثناء ولا يمكن لاحد ان يرفع المسؤولية عن نفسه، هل المطلوب تحقيق اربعة اهداف: التهجير، التعتير، حكم الزعران والاذلال”؟ محذراً من المزيد من الانهيار في ظل الازمة المستجدة مع الخليج العربي.
الى الازمة المعيشية، تقدّم الهاجس الصحي مع ارتفاع اعداد المصابين بفيروس “كورونا”، ولكن هذه المرة بامكانيات مواجهة محدودة بعد هجرة الاطباء والممرضين من جهة، وفقدان الادوية والمستلزمات الطبية وقدرة المستشفيات الحكومية على القيام بدورها بشكل طبيعي من جهة أخرى، في وقت بات فيه الاستشفاء في المستشفيات الخاصة اشبه بالمستحيل.
ويقول رئيس غرفة إدارة الأزمات والكوارث في البلدية مصطفى حجازي لـ”نداء الوطن”: “بدأنا نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في اعداد المصابين، المؤشر سيئ ان نسبة الفحوصات الايجابية التي تجرى يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع في الملعب البلدي تصل ما بين (20 -25%)، بينما يبلغ عدد الذين يجرون الفحص ما بين 100- 120، وبالتالي يمكن الاستنتاج ان العدد الاسبوعي يبلغ ما بين 140 -150، وهو ارتفع عن السابق الضعف تقريباً، بينما المؤشر الايجابي ان غالبية المصابين لا يحتاجون الدخول الى المستشفيات، اذ نسير نحو المناعة المجتمعية مع رفع نسبة الملقحين، وهناك مركزان الحكومي والتركي، ونحن بصدد القيام بحملات في المدارس للتشجيع على اخذ اللقاح، علماً ان اوضاع المستشفيات صعبة قياساً على السابق بسبب ارتفاع الدولار وهجرة الاطباء والممرضين وسواها”. ودعا “الى الالتزام بالاجراءات الوقائية والاقبال على اللقاح لانه طريق الخلاص”.
ويؤكد رئيس اللجنة الوطنيّة لإدارة لقاح “كورونا” الدكتور عبد الرحمن البزري ان السبيل الفعال لمكافحة “كورونا” يكمن في زيادة وتيرة الاقبال على تلقي اللقاح، فعدد المُطعمين في المناطق البعيدة قليل جداً فيما وتيرة التطعيم في المدن أعلى، متوقعاً أنْ ترتفع أعداد المصابين في هذا الفصل خصوصاً أنّ النشاطات خلال فترة الصقيع تُقام في القاعات المُغلقة وكذلك فإنّ موسم الأعياد ايضاً يمكن أنْ يرفع من أعداد الاصابات.