العقوبات الاوروبية… “لو بدها تشتي غيّمت”
كتبت رانيا شخطورة في وكالة “أخبار اليوم”:
كلما تعثر مسار الحكومة، يتم التلويح بعقوبات اوروبية ستفرض على المعرقلين، انطلاقا من النظام الذي أقره الاتحاد الأوروبي، في 30 تموز الفائت، بشأن عقوبات تستهدف أفرادا وكيانات لبنانية مسؤولة عن تقويض الديمقراطية وحكم القانون في لبنان… ولكن حتى اللحظة، ما من شيء ملموس، وربما هذا النظام لن يطبق فـ”لو بدها تشتي كانت غيمّت”.
من هذا المنطلق، يرى مصدر ديبلوماسي غربي، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان فرنسا لم تتغير في سياستها تجاه لبنان بل الاخير لم ينفذ المبادرة التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون، موضحا انه في ما يتعلق بالعقوبات، السياسة الفرنسية لا تشبه نظيرتها الاميركية على هذا المستوى، حيث ان المحاكم الفرنسية تصدر احكامها في ملفات واضحة، سائلا: هل توجد مادة في القوانين الفرنسية تنص على عقوبات تطال عرقلة المسار الحكومي في لبنان؟ وبالتالي فان هذا المسار ديبلوماسي يرتبط ايضا بالاتحاد الاوروبي.
وفي هذا السياق دعا المصدر الى عدم المقارنة ما بين الحكم الصادر عن المحكمة الإصلاحية الفرنسية بالسجن 4 سنوات بحق رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، في قضية أصول جُمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول، قائلا: محاكمة الاخير استمرت لمدة اربع سنوات، من محكمة الى اخرى، وتم خلال هذه الفترة تقديم الكثير من الوثائق.
واذ امل المصدر الا يبقى الوضع اللبناني على هذا النحو من المراوحة لمدة اربع سنوات اضافية، على غرار قضية الاسد ، اضاف: قد تتخذ باريس بعض الاجراءات بحق لبنانيين، لكن الكلام عن احكام في غير مكانه اذ يفترض ان يسبقها رفع الدعوى وقبولها امام المحاكم المعنية، وهو مسار طويل، لم يبدأ اساسا.
وشدد المصدر على ان فرنسا لا تتخذ عقوبات بمفردها، بل ضمن قرار يكون على مستوى الاتحاد الاوروبي، وهذا مسار قد انطلق، لكنه طويل، ويحتاج الى اجماع تقف دونه دول عدة – منها هنغاريا- ما يشكل عقبة امام التصويت.
وهل يمكن لفرنسا التدخل مع السعودية لمعالجة الازمة؟ قال المصدر: ما الذي يمكن ان يفعله ماكرون مع جماعة تريد تدمير بلدها، على اي حال لا يمكنه سوى ان يحذّر ويعطي رأيه ويؤكد دائما ان بلاده لن تترك لبنان الذي تعتبره اساسيا في الشرق الاوسط.
وتابع: فرنسا تدعو دائما السعودية الى عدم اخذ المواقف القاسية في التعامل مع لبنان، وربما كانت تستطيع ان تمون في السابق، لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يختلف عن القادة السعوديين التقليديين، فهو “اعلن الحرب على حزب الله” حتى ولو كلف الامر الكثير.
وفي موازاة ذلك، اشار المصدر الى ان فرنسا بدورها دخلت في مدار انتخاباتها الرئاسية، وخير دليل المؤتمر الذي عقده ماكرون يوم امس ولم يتطرق فيه الى اي من الملفات الخارجية. اضف الى ذلك ان الرأي العام الفرنسي لم يعد مهتما بالملف اللبناني، ولم يعد لديه هذه القابلية للملفات الخارجية.
وختم المصدر: الوضع الصعب والدقيق، يتحمل مسؤوليته اللبنانيون.